صدر مؤخراً للأستاذ الضاوي موسى، الصديق والأخ العزيز، مؤلَّف جديد يُضاف إلى سلسلة أعماله السابقة التي كرّسها للتعريف بتراث وتاريخ الجنوب الشرقي لتونس عامة، وولاية تطاوين على وجه الخصوص، باعتبارها مسقط رأسه وموطن طفولته وشبابه.
يحمل هذا الإصدار عنوان "أعلام الزيتونة بتطاوين"، ويتناول سير أكثر من أربعين شخصية محليّة من خرّيجي الجامع الأعظم الذين كان لهم دور بارز على الصعيدين المحلي والوطني. وقد تميزوا بإسهاماتهم في الحركة الوطنية زمن الاحتلال الفرنسي، أو عبر ما تقلّدوه من مناصب بعد الاستقلال في مجالات الإدارة والتعليم والقضاء والأنشطة الثقافية والمسؤوليات الدينية، فضلاً عمّا خلفوه من مؤلفات ومخطوطات قيّمة.
وقد حظي هذا العمل بتقديم الأستاذ الدكتور محمد ضيف الله، أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية، مما يضفي عليه قيمة علمية إضافية ويعزّز من مصداقيته التوثيقية. والجدير بالذكر أن المؤلف اعتمد على مصادر متنوعة، من وثائق أرشيفية محلية ووطنية، ومخطوطات إدارية، وصور، وشهادات شفوية، ما أضفى على الكتاب طابعاً مرجعياً ومصدراً موثوقاً.
لقد سعى الأستاذ الضاوي موسى إلى إبراز الدور المحوري للنخبة المحلية من خريجي الجامع الأعظم، باعتبارهم مكوّناً أصيلاً من النخبة الوطنية. ويُعدّ هذا المؤلَّف إضافة نوعية للمكتبة الوطنية ومرجعاً مهماً للباحثين في الثقافة والتاريخ التونسي المعاصر.
كل التحية والتقدير والتشجيع للأستاذ الضاوي، ونأمل أن نرى له مستقبلاً عملاً موسّعاً يُعنى بجميع أعلام الزيتونة ودورهم في المسيرة الوطنية على امتداد البلاد.
محمد العمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاري