قسم الشؤون الدولية – شمس اليوم نيوز
في قلب الصراع الدامي في السودان، بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، يبرز اسم إسرائيل بشكل متزايد ضمن دوائر التحليل الجيوسياسي. فما هي حقيقة العلاقة بين إسرائيل وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)؟ وهل تُستخدم هذه العلاقة كورقة ضغط إقليمية ضمن مشروع أوسع لإعادة تشكيل خارطة النفوذ في أفريقيا والقرن الأفريقي تحديدًا؟
أولًا: خلفيات الدعم السريع وموقعه في الخارطة السودانية
تطورت قوات الدعم السريع من مليشيا شبه نظامية إلى قوة عسكرية فاعلة ذات تمويل خارجي وعلاقات إقليمية ودولية، لاسيما بعد أن لعبت أدوارًا بارزة في الصراعات الإقليمية كاليمن وليبيا. حميدتي، قائد هذه القوة، أصبح لاعبًا محوريًا في الداخل السوداني، لا سيما بعد سقوط نظام البشير.
ثانيًا: التقارب الإسرائيلي - حميدتي: مؤشرات وتحركات
ثالثًا: مصالح إسرائيل في السودان والدور الخفي في النزاع
تحاول إسرائيل ترسيخ نفوذها على ممر البحر الأحمر، وخصوصًا في المناطق الواقعة على السواحل السودانية، وهي مناطق حيوية من الناحية الاستراتيجية والتجارية، كما تشكل بوابة إلى أفريقيا جنوب الصحراء.
-
الموانئ والموارد الطبيعية: الدعم السريع يسيطر على مناطق غنية بالذهب في دارفور ومناطق أخرى، وإسرائيل، عبر شركات واجهة أو تحالفات مع أطراف إقليمية، قد ترى في هذا نفوذًا محتملاً على موارد طبيعية مهمة.
-
التطبيع المؤجل: رغم أن السودان أعلن انضمامه إلى اتفاقيات "أبراهام" في 2020، فإن مسار التطبيع تعطل بسبب الحرب. ويُعتقد أن حميدتي قدم وعودًا أو تلميحات بإمكانية تسريع التطبيع في حال حسم الصراع لصالحه، وهو ما قد يفسر جزءًا من التعاطف أو الحذر الإسرائيلي نحوه.
رابعًا: توازنات القوى الإقليمية واللاعب الخفي
إن دعم إسرائيل المحتمل لقوة كـ"الدعم السريع" لا يُفهم بمعزل عن التوازنات المعقدة:
- مصر تدعم الجيش السوداني، ولها مخاوف من صعود حميدتي وقربه من الإمارات.
- الإمارات يُعتقد أنها الراعي الأول للدعم السريع، وتربطها علاقات أمنية وتجارية متقدمة مع إسرائيل.
- إيران وتركيا تتابعان بقلق تمدد النفوذ الإسرائيلي والإماراتي في السودان، وتحاولان إعادة التموضع في أفريقيا.
وهكذا، يبدو أن إسرائيل تلعب دور "الموازن الصامت"، عبر بناء علاقات غير رسمية وتجنيد نفوذ اقتصادي وأمني على الأرض، دون الظهور في واجهة المشهد.
خامسًا: السيناريوهات المستقبلية
- في حال تمكن الدعم السريع من تحقيق مكاسب ميدانية حاسمة، فقد تجد إسرائيل نفسها في موقع مريح سياسيًا، عبر علاقة مباشرة مع طرف نافذ غير مرتبط تاريخيًا بالإسلاميين.
- أما في حال حسم الجيش السوداني بقيادة البرهان الصراع، فقد يعود مسار التطبيع إلى مسارات تقليدية، لكن مع حذر من نوايا إسرائيل في "اللعب على الحبلين".ج