وصف المدون

عاجل الأن

 


 

شهدت ليبيا تطورًا خطيرًا في مشهدها الأمني بعد مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، أحد أبرز القادة العسكريين في العاصمة طرابلس، وقائد جهاز دعم الاستقرار. اغتياله شكل صدمة في الأوساط السياسية والأمنية، وأعاد إلى الواجهة تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في الغرب الليبي، وسط تصاعد التوترات بين الفصائل المسلحة وانعدام الثقة بين مراكز النفوذ.

غنيوة: الشخصية المثيرة للجدل

كان عبد الغني الككلي شخصية محورية في طرابلس منذ سقوط نظام القذافي، إذ قاد ميليشيا مسلحة تحولت لاحقًا إلى "جهاز دعم الاستقرار" بدعم من حكومة الوفاق سابقًا، ثم حكومة الوحدة الوطنية لاحقًا. ورغم الانتقادات الدولية التي وُجهت له بسبب الانتهاكات المنسوبة لقواته، فقد ظل عنصرًا أساسيا في معادلة التوازن العسكري بالعاصمة.

جاء مقتله في لحظة حرجة تمر بها ليبيا، حيث لا تزال المؤسسات منقسمة بين الشرق والغرب، والعملية السياسية متوقفة. وفي غيابه، بدأت التحركات بين الفصائل المسلحة للاستفادة من الفراغ الذي تركه، في ظل غياب شخصية بديلة قادرة على ضبط الوضع داخل طرابلس.

وشهدت أحياء في العاصمة اشتباكات متفرقة عقب   اغتياله  فيما يتحدث مراقبون عن احتمال تصاعد الصراع إذا لم تتدخل الحكومة بسرعة لضبط الأوضاع.

مستقبل هش ومخاوف من الانهيار....

المقلق في هذا التطور ليس فقط تداعياته الأمنية، بل أيضًا تأثيره السياسي. فمقتل الككلي يعكس هشاشة مؤسسات الدولة وعجزها عن ضبط الفصائل المسلحة. كما قد يعيد الحسابات الإقليمية والدولية حول إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، وسط مخاوف من انزلاق البلاد إلى جولة جديدة من الفوضى.

يبقى مستقبل طرابلس وليبيا عمومًا رهينًا بقدرة القادة السياسيين والعسكريين على تجاوز الأزمة الحالية، والاتجاه نحو حوار وطني شامل يدمج كل الأطراف، وينهي سطوة السلاح خارج سلطة الدولة. فغياب شخصية كغنيوة قد يكون فرصة لإعادة ضبط المشهد، أو بداية لفوضى أعمق، إذا لم يتم تدارك الأمور سريعًا.

شمس اليوم نيوز

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button

يمكنكم متابعتنا

يمكنكم متابعتنا