اثارت زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الى روسيا بعد أن كان مقررا سفره إلى باريس في نفس الفترة اسئلة في فرنسا حول مستقبل العلاقة بين البلدين، في ظل بوادر أزمة جديدة وقودها هذه المرة الجدل المتجدد حول المقطع المعادي لفرنسا في النشيد الوطني الجزائري، واتفاقية التنقل بين البلدين لسنة 1968.
حيث رأت بعض وسائل الاعلامية الفرنسية أن خيار الرئيس الجزائري الذهاب نحو روسيا، مؤشر على تأزم في العلاقة بين الجزائر وفرنسا، خاصة بعد الإرجاء المتكرر لزيارته إلى باريس التي كان آخر موعد رسمي لها منتصف يونيو الجاري.
ورأت وكالة الأنباء الفرنسية في مقال تحليلي، أن رهان ماكرون على تحقيق تقارب مع الجزائر، ينطوي على مجازفة، وتبقى نتائجه غير مؤكدة، وهو ما ظهر بحسبها، من خلال اختيار الرئيس عبد المجيد تبون القيام بزيارة دولة إلى موسكو، بدل أن يزور باريس كما كان مقررا.
وعلى المستوى الرسمي الفرنسي، هناك من رأى عناصر إيجابية في زيارة تبون إلى روسيا، خاصة على صعيد الأزمة في أوكرانيا. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر دبلوماسي قوله إن “الجزائر وسيط، طرف يمكنه التحدث مع آخرين لا نتحدث نحن معهم. يمكن القول في نهاية المطاف إن كونها تتحدث إلى الروس أمر جيد”.
بيد أن قراءات في الصحف الفرنسية ربطت خيار الرئيس تبون، بوجود انزعاج من استدعاء الجزائر في كل مرة إلى النقاش السياسي الداخلي الفرنسي، وآخر ذلك الحملة المستمر منذ أسابيع ضد اتفاقية التنقل بين البلدين لسنة 1968 التي تتيح بعض الامتيازات للمهاجرين الجزائريين، في نفس الوقت الذي كان البلدان يحضران فيه لزيارة الرئيس الجزائري إلى باريس.