أظهرت دراسة أجرتها مجموعة توحيده بن الشيخ أنّ الزواج لم يعد يعتبر الهدف النهائي، مما يعكس تدريجيًا التحوّل نحو القيم التي نراها في أماكن أخرى في العالم.
كما أظهرت الدراسة المجراة خلال الفترة الممتدة بين نوفمبر 2022 وفيفري 2023، من خلال مسح ميداني يستهدف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين سن الـ 18 و29 سنة حول اعادة صياغة القيم المتعلقة بالجنسانية، والصحة الجنسية والانجابية والعلاقة بين الجنسين استمرار قيم النظام الأبوي المتعلقة بالجندر حيث تشير الدراسة أن نسبة 66.9% من الرجال يعتبرون أنّ من واجب الرجل أن تكون له الكلمة الأخيرة فيما يتعلق بالقرارات المهمة للأسرة.
وبيّنت الدراسة وجود تابوهات متعلقة بجنسانية المرأة والتنوع في التوجه الجنسي وانتشار التوجهات التقليدية لا يستند على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والفئات العمرية ومستوى التعليم.
وفي سياق اخر، بينت الدراسة أن التعرض للمعلومات المعولمة (معدل التسجيل في فايسبوك يتجاوز 90٪) ولاستخدام المواد (مثل التبغ والكحول والقنب): يدخن 32.8% من الرجال القنب بشكل مناسبتي أو منتظم، ويكون استخدام المخدرات الثقيلة أكثر انتشارًا بين الرجال أيضًا.
كما كشفت الدراسة وجود نقص جدي في المعرفة حول مواضيع حيوية في الحياة مثل الجنسانية والصحة الجنسية والإنجابية حيث أن فقط 54.2 بالمائة من الشباب يعرفون الواقي الذكري، و45.8٪ يعرفون حبوب منع الحمل، وذلك على الرغم من السلوكيات الجنسية المبكرة لدى الرجال، حيث يكون العديد منها غير محمي فضلا عن ان المعرفة بالحق والوصول الي الإجهاض، الذي هو قانوني في تونس لغاية 3 أشهر من الحمل، محدود جدا.
وتعكس هذه المؤشرات غيابا لبرامج الثقافة الجنسية مهيكلة وفعالة في المدارس وخارجها، ويعدّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عاملا رئيسيا في توجيه وإرساء تيارات فكرية متنوعة ومتناقضة.