وصف المدون

عاجل الأن

 


أعربت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عن "قلقها"، بشأن تخلّف الولايات المتحدة عن سداد ديونها، محذرة من أن الأميركيين سيواجهون على الأرجح "ركوداً مخيفاً ومتصاعداً"، مشيرة إلى تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي، حيث سيكون له "تداعيات كارثية"، إذا لم يرفع الكونجرس سقف الديون هذا الصيف.

وقالت لموقع "أكسيوس" الأميركي: "بالتأكيد، هذا الأمر يجعلني أشعر بالتوتر. سيكون الأمر كارثياً. إنها كارثة حقيقية"، في تصريحات على هامش زيارتها جوهانسبرج بدولة جنوب إفريقيا، في نهاية رحلة استغرقت 10 أيام عبر القارة. 

وأضافت أنه في حالة التخلف عن السداد "سنواجه أزمة مالية. وأعتقد أنه سيكون لدينا ركود في الولايات المتحدة".

وأوضحت أنه إذا لم تتمكن الحكومة من إصدار ديون جديدة، فسوف يدخل الاقتصاد في حالة من الفوضى، قائلة: "الإنفاق لا بد أن يتراجع ليتناسب مع العائدات الضريبية"، مما يحرم الحكومة من أي قدرة على تنشيط الاقتصاد بالحوافز.

وبعد ذلك، ربما يخرج الخوف عن نطاق السيطرة، مما يجعل المستهلكين خائفين للغاية من الإنفاق، وهو سيناريو وصفته يلين بـ"العواقب النفسية" التي "يمكن أن تؤثر بشكل أكبر على الإنفاق، وتُعمق الركود".

وأردفت: "سيواجه الأميركيون تكاليف اقتراض أعلى، وسيؤدي ذلك إلى قدر كبير من الاضطراب على مستوى العالم أيضاً".

ورجح الموقع أن يلين "لا تبدو حريصة إلى حد كبير على قضاء وقت متأخر من الليل في التفاوض بشأن سقف الديون مع رئيس مجلس النواب الجديد الجمهوري كيفن مكارثي".

ولفت إلى أنها حريصة على القول إن أي مفاوضات رسمية ستحدث بين البيت الأبيض والكونجرس، إذ قالت إن "الرئيس وقيادة الكونجرس مسؤولون عن إيجاد سبيل لرفع سقف الدين".

توقعات "متشائمة"

وأشار الموقع إلى أن توقعات يلين المالية "المتشائمة"، تعد جزءاً من محاولة إدارة الرئيس جو بايدن للضغط السياسي على الأغلبية الجديدة في مجلس النواب، لرفع سقف الدين دون تأخير أو تردد.

وفي الوقت نفسه تمثل التوقعات الصريحة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق التي كانت لها رؤية واضحة في مواجهة أزمة سقف الديون لعام 2011، عندما خفضت وكالات التصنيف الائتماني ديون الولايات المتحدة لأول مرة في التاريخ الأميركي.

ووفقاً للموقع، ألقى التهديد بالعجز عن سداد الديون بظلاله على رحلة يلين إلى إفريقيا، حيث رفضت في محطتها الأولى، في داكار، اقتراحاً جمهورياً بإعطاء الأولوية لسداد الدين.

وبعد بضعة أيام في زامبيا، بعد أن وصفت يلين بكين بأنها "عقبة" أمام عملية إعادة هيكلة ديون زامبيا، شنت سفارة الصين في لوساكا هجوما لاذعاً على يلين، و"مشكلة الديون الكارثية" الأميركية.

وتهدف رحلة يلين لإقناع الأفارقة، بما في ذلك مسؤولين منتخبين وقادة أعمال ومزارعين، بأن الولايات المتحدة تبحث عن علاقة طويلة الأمد بشأن كل شيء بداية من الأمن الغذائي وحتى تزويد المناطق الريفية بالكهرباء.

لكن احتمال تخلّف أميركا عن السداد كان بمثابة تذكير لمضيفي يلين الأفارقة، بأن الولايات المتحدة بلد منقسم، وأن الوعود التي يقطعها أحد الأحزاب السياسية (الديمقراطي) ليس هناك ما يضمن احترامها من قبل الحزب الآخر (الجمهوري).

وأوضح موقع "أكسيوس" أن عجز الولايات المتحدة عن السداد الكامل سيكون له آثار تداعيات متلاحقة في جميع أنحاء العالم، مما يجعل اقتراض الأموال أكثر تكلفة في بعض أفقر دول العالم.

وبموجب القانون، تعد وزيرة الخزانة هي "مسؤولة حسابات" الأمة. وفيما يتعلق بسقف الديون، فهي أيضاً مراقب الوقت.

وخلال هذه العملية، ستطلق نوعين من التحذيرات، تحذير من مدى قرب الولايات المتحدة من التخلف عن السداد الفعلي، ومدى كارثية التخلف عن السداد بالنسبة للولايات المتحدة والاقتصاد العالمي.

ورُفع سقف الدين في الولايات المتحدة عدة مرات مع مرور السنوات كان آخرها في ديسمبر 2021، حين أقرّ مجلس النواب الأميركي تشريعاً لزيادة سقف الديون بمقدار 2.5 تريليون دولار إلى 31.4 تريليون، بهدف تفادي أي تخلف عن سداد ديون الحكومة.

غير أن انقسام الكونجرس إثر سيطرة الجمهوريين على الأغلبية بمجلس النواب خلال الانتخابات النصفية الأخيرة بات يهدد بفشل مساعي إدارة بايدن في رفع سقف الديون مجدداً، إذ يحاول الجمهوريون الدفع نحو مفاوضات مع البيت الأبيض للموافقة على رفع سقف مقابل خفض الإنفاق الحكومي.

وسقف الديون هو قيد قانوني وضعه الكونجرس للمرة الأولى في عام 1917، وبموجبه يحدد الكونجرس أكبر مبلغ مسموح للولايات المتحدة استدانته للإنفاق على تسيير الحكومة. 

وحدد الكونجرس السقف آخر مرة في ديسمبر 2021 عند 31 تريليوناً و400 مليار دولار.

ويتعين على الكونجرس أن يصوت مجدداً على رفع ذلك السقف، مع تضخم الدين الحكومي واقترابه من السقف الحالي.

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button

يمكنكم متابعتنا

يمكنكم متابعتنا