وصف المدون

عاجل الأن

 



في رواية «ليلة الريس الأخيرة» للروائي الجزائري ياسمينة خضرا، يتخيل السارد الليلة الأخيرة للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، متصوراً الحالة التي قضى فيها القذافي ليلته الأخيرة في الحياة هارباً من قصف طيران الناتو، في مدرسة بمدينة سرت التي هرب إليها بعد قصف بيته في بيت العزيزية بطرابلس.

يكتب الروائي روايته بضمير المتكلم لشخصية الرئيس السابق لليبيا «معمر القذافي»، الموجود مع بضعة من حراسه الرجال وحارسته الشخصية مبروكةن والضابط أبوبكر يونس جابر، وهو الرفيق الوحيد الذي ظل مرافقًا للقذافي ولم يهرب ويتخلَ عنه كما فعل كل رفاقه ورجاله، الذين انشقوا عنه عندما أدركوا بأنه منتهِ لامحالة.

ويصف صوت المتكلم الرئيسي بالرواية معمر القذافي، رفيقه أبوبكر يونس، في مقطع من الرواية بالقول: «هو رفيق دفعتي في الكلية العسكرية بنغازي وكان إلى جانبي في انقلاب 1969 وعضواً من أعضاء قيادة الثورة الاثني عشر ما خذلني أبوبكر مرة ولا خانني ولكن يكفي أن أنظر إلى عينيه لكي ألمح فيهما رعب أيل صغير، حيوان صغير ممتن لحمايتي أكثر من امتنانه للخدمات التي أقدمها له» 




في هذا المقطع وغيره من مقاطع الرواية، يصف شخصية السارد «معمر القذافي» ماقام به ليلة الأول من سبتمبر، بالانقلاب وهذا شيء مجافٍ للحقيقة، فلقد كان القذافي طيلة حكمه معتزًا بما قام به ليلة الأول من سبتمبر مطلقاً عليها «ثورة الفاتح من سبتمبر» طيلة فترة سنوات حكمه ولم يرد على لسانه وصف الانقلاب عليها إلا من معارضيه وخصومه.

يمضي الروائي ببراعة بالدخول إلى دهاليز عقل القذافي وتفكيره في الليلة الأخيرة له في الحياة التي يفكر فيها بحكمه وبلاده، التي يرى بأنه هو حاميها وراعيها بشعور من العظمة والقوة التي بدأت تتضعضع، في ليلته الأخيرة وأخذ يخالجه شعور بالخوف من الآسر أو الموت على يد قوات الثائرين على حكمه ومن قذائف طيران الناتو التي كانت تحاصر مدينة سرت التي تحصن بأحدي مدارسها كما يقول في مقطع من الرواية.

الشخصية الروائية للقذافي التي رسمها الروائي الجزائري ياسمينة خضرا في روايته لم يستقها من فراغ، بل من ملامح الشخصية الحقيقية للقذافي طيلة اثنين وأربعين عامًا من حكمه وسيرة حياته وتقلباته السياسية وخطاباته النارية وردة فعله العنيفة في عام2011م ضد الثورة، التي قامت ضده فلم يقابلها بسلمية وفهم كما فعل رئيس تونس زين العابدين والرئيس المصري حسنى مبارك بل قابلها بعنف وأسلوب عسكري من خلال نزول الجيش للمدن، ودكها بالأسلحة الثقيلة فتحولت الثورة السلمية إلى حرب أهلية عنيفة، فيسرد الروائي ببراعة من خلال حديث شخصية القذافي رفضه لثورة أخرى، غير ثورته فكيف يمكن أن تقوم ثورة على ثائر كما يتصور ذهنه


إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button

يمكنكم متابعتنا

يمكنكم متابعتنا