أظهر تحليل أعدته (بلومبيرغ) الاقتصادية أن المضاربين اليابانيين اليوميين يتخذون رهانات صعودية بمستويات قياسية على عملتهم المحلية رغم انقلاب العالم ضدها.
وأوضح التحليل، أنه في ظل تراجع الين إلى أدنى مستوى خلال 6 أعوام مقابل الدولار الأسبوع الماضي صعد صافي المركز الدائن الإجمالي للمستثمرين الأفراد في العملة إلى 258 مليار ين (2.1 مليار دولار) ليصل لأعلى مستوى له على الإطلاق.
ويكشف التحليل، أن المضاربين الصغار يحتفظون عادة بصافي مركز مدين مقابل العملة اليابانية، حيث ينشدون عوائد أعلى في الخارج من مستوى عوائد قريب من الصفر في الداخل.
وكان الين هو صاحب أسوأ أداء بين مجموعة العشر عملات خلال السنة الحالية، حيث هبط بنسبة 6% تقريباً في مقابل الدولار مع فجوة العائد مع سندات الخزانة.. كما أسفر صعود أسعار النفط إلى الضغط على اليابان كمستورد صافٍ.
وتراجع الين ربما يكون قد حفز بعض الرهانات المتعارضة، إلّا أن الحرب في أوكرانيا، وتنامي معدلات التضخم والموقف التيسيري المتواصل من بنك اليابان، كانت كلها عوامل تجعل من توقعات الين مسألة صعبة.
وقال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في «ميزهو بنك»: «يضبط المستثمرون الأفراد في اليابان أوضاعهم بدقة وفقاً لخلفية الاقتصاد الكلي على مستوى العالم والتوترات داخل بنك اليابان المركزي».
وأضاف: «مراكز الين تمثل انعكاساً لتأمين المستثمرين، وتحوط مراكزهم الخارجية مع انطلاق عملية تحول في السياسة النقدية حول العالم».
من جهته قال فالنتين مارينوف، رئيس وحدة أبحاث واستراتيجيات مجموعة العملات العشر في «كريدي أغريكول سي أي بي» في لندن: «يدلل هذا على أن هؤلاء المستثمرين يمكن أن يعودوا إلى بيع الين في مقابل العملات ذات العوائد العالية بمجرد تراجع تقلبات العملات الأجنبية وهبوط قيمة الين».
وتمثل مضاربات المستثمرين الأفراد على هوامش الأرباح جزءاً ضخماً من سوق العملات في اليابان، حيث تشكل 78% من صفقات سوق صرف العملات الأجنبية في طوكيو بمقياس واحد للسنة الماضية، بحسب أحدث تقرير من إحدى هيئات القطاع.
تتناقض الرهانات الصعودية الصافية لمضاربي هامش الأرباح مع أصوات متعالية متشائمة للخبراء الاستراتيجيين على غرار، ألبرت إدواردز، من مصرف «سوسيتيه جنرال»، الذي قال: إن عملة اليابان ربما تهبط إلى 150 يناً في مقابل الدولار.