لقد تطورت الانسانية بشكل كبير في مجال الحقوق والعدالة والحرية ومع ذلك تظل قضية المساواة بين الجنسين خارج تظاهر التحديث الاجتماعي .
ان جزءا من المشكلة هو نوع الصورة التي تتلقاها النساء العربيات في وسائل الاعلام مع الاخذ في الاعتبار الاتجاه الايجابي في تصور ادوار المراة الحالية والمستقبلية الا انه لا يزال هنالك الكثير مما يجب عمله .
ان علاقة الاعلام بموضوع المراة مسالة شائكة تتعلق بنسق فكري وثقافي وسياسي موروث ...عملت وتعمل وسائل الاعلام بدون قصد ووعي على ترويجه داخل المجتمع. فالاعلام من اكثر الوسائل فاعلية في تسويق الافكار وغرس القيم والمبادئ لجل المتلقين ولهذا فان دقيقة واحدة على شاشة التلفاز كافيةلترويج الصورة السلبية للمراة او لاي شئ يراد التسويق له سواء في الاعمال الدرامية او من خلال الدعايات التجارية التي تظهر المراة كسلعة .
والواقع انها صدى صوت ينعكس من الثقافة السائدة في مجتمعاتنا العربية التي نست اوتناست حقيقة الادوار السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتنويرية الملموسة والمعترف بها لها ..هوكذلك الاعلام سلاح من اخطر الاسلحة ذو حدين وان كان ما لحق بها من اجحاف نعتقد انه ليس بسياسة ممنهجة اكثر منها ثقافة وقيم متاصلة مستمدة من طبيعة المجتمع العربي الذكوري .
ومع هذا نجد لها شيئا من الانصاف تتبناه ووسائل الاعلام المكتوبة عندما خصصت لها صفحات تتناول في معظمها موضوعات لها علاقة بانشطة المراة في المجالات الاجتماعية وقليل من البرامج التلفزيونية الجادة والهادفة التي تحاول المساهمة في تشكيل وعي ثقافي جديد يزيل النظرة السلبية حيالها ويحط عنها الاجحاف الذي تتعرض له ويؤسس اسلوبا متحضرا يضمن التعامل السوي مع قضاياها وبلورة راي عام مساند لحقوقها .
على المراة ان تاخذ الكتاب بقوة لنيل حقها والاعتراف بانها شريك اساسي للرجل في صنع الحياة .وهو امر لن يتم الا بتنفيذ سياسة اعلامية جديدة تعمل جاهدة على ضرورة تكريس ثقافة المساواة بين الجنسين في وسائل الاعلام والابتعاد عن الصورة النمطية للمراة وتدعيم حضورها في وسائل الاعلام بالصورة العادلة .
بقلم فوزية الهوني