داهمت الشرطة الباكستانية، الليلة الماضية، منازل اللاجئين الأفغان في العاصمة إسلام أباد، في حملة اعتقالات تستهدف الأفراد الذين يفتقرون إلى الوثائق القانونية، في خطوة تتزامن مع انهيار محادثات سلام حساسة بين إسلام أباد وكابول.
ونفذت الشرطة في باكستان عمليات في ساعة متأخرة من الليل، حيث استهدفت لاجئين أفغان في حيي إف17 و فيصل تاون بالعاصمة، وألقت القبض على العديد من الرجال المتهمين بعدم امتلاك تأشيرات صالحة، وفقا لوكالة خاما برس الأفغانية اليوم الأربعاء.
وقال شهود عيان إن رجال شرطة دخلوا منازل في حوالي منتصف الليل، بدون إشعار مسبق واعتقلوا شبانا من العديد من الأسر.
وأثارت المداهمات حالة من الذعر بين أسر اللاجئين، حيث أبلغ آباء وأطفال عن شعورهم بالخوف والارتباك، أثناء تفتيش رجال الشرطة لمنازلهم.
وأفاد أعضاء من المجتمع المحلي أن معظم المعتقلين فروا من أفغانستان بعد مواجهة تهديدات واضطهاد، في أعقاب التغيير السياسي في عام 2021، وليس لديهم أي صلة بجماعات مسلحة.
وتخشى أسر المعتقلين من احتمال ترحيلهم إلى أفغانستان.
وناشد اللاجئون الأفغان المنظمات الدولية التدخل ومنع الترحيل القسري، مشيرين إلى مخاوف إنسانية.
تأتي هذه التطورات الأمنية والإنسانية في وقت بالغ الحساسية، تزامنا مع فشل المحادثات الأخيرة التي هدفت إلى التوصل لهدنة طويلة الأمد بين أفغانستان وباكستان.
اختتمت المحادثات التي جرت في إسطنبول دون التوصل إلى "حل عملي"، في ضربة للسلام بالمنطقة بعد اشتباكات دامية في وقت سابق من أكتوبر.
وكانت المحادثات تهدف إلى التوصل إلى سلام دائم بين الجارتين بعد مقتل عشرات على طول حدودهما في أسوأ أعمال عنف من هذا النوع منذ سيطرة طالبان على السلطة في كابول عام 2021.
%20(1).jpg)