اختتمت الدورة الخامسة والعشرون لأيام قرطاج المسرحية فعالياتها، مساء اليوم السبت، في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بتونس. تميّزت هذه الدورة بحضور مميّز شمل 32 دولة، و125 عرضا مسرحيا توزّعت على أقسام المهرجان، إلى جانب لقاءات وندوات وورشات تدريبية.
بإسدال الستار على هذه الدورة، أكّدت أيام قرطاج المسرحية مكانتها كواحدة من أبرز التظاهرات المسرحية في العالم العربي وإفريقيا، حيث شكّلت فضاءً للإبداع والحوار بين الثقافات.
* جوائز المسابقة الرسمية:
تنافست 12 مسرحية ضمن المسابقة الرسمية، وقرّرت لجنة التحكيم برئاسة محمد العوني (تونس)، وعضوية كلّ من حسين كاسي كوياتي (بوركينا فاسو) وخزعل الماجدي (العراق) ورائدة طه (فلسطين) وحلا عمران (سوريا) وياسين العوني (تونس) توزيع الجوائز على النحو التالي:
- التانيت الذهبي:"بخارة" للمخرج صادق الطرابلسي (تونس).
- التانيت الفضي:"بيت أبو عبد الله" للمخرج أنس عبد الصمد (العراق).
- التانيت البرونزي: "لافكتوريا" للمخرج أحمد أمين الساهل (المغرب).
- أفضل نص: صادق الطرابلسي وإلياس الرابحي عن "بخارة".
- أفضل سينوغرافيا: "لافكتوريا"للمخرج أحمد أمين الساهل.
- أفضل أداء فردي نسائي: مريم بن حسن عن دورها في "بخارة".
- أفضل أداء فردي رجالي: رمزي عزيز عن دوره في "بخارة".
* جوائز مسرح الحرية:
وخصّص المهرجان مساحة خاصّة للإبداع المسرحي داخل السجون، حيث منحت لجنة التحكيم التي ضمت ممثلين عن الهيئة العامة للسجون والإصلاح الجوائز التالية:
- الجائزة الأولى: "البنايين Game of" (إنتاج سجن النساء بمنوبة).
- الجائزة الثانية: "مصنع الذكريات"(إنتاج السجن المدني ببرج الرومي).
- الجائزة الثالثة: "فيلوبيري" (إنتاج السجن المدني بأوذنة).
* جائزة نجيبة الحمروني لحرية التعبير:
أسندت نقابة الصحفيين التونسيين جائزتها لمسرحية "روضة العشاق" لمعز عاشوري، تقديرًا للعمل الذي عبّر عن قضايا حرية التعبير بجرأة وإبداع.
* جوائز الاتّحاد العام للفنانين التونسيين:
تحت إشراف لجنة تحكيم ضمت مفيدة خليل وحاتم دربال، جاءت الجوائز كالتالي:
- أفضل ممثلة: نادرة التومي عن دورها في مسرحية "شكون" (إخراج نادرة التومي ومحمد شوقي خوجة).
- أفضل ممثل: ناجي قنواتي عن دوره في مسرحية "اعتراف"(إخراج محمد علي سعيد).
وقال مدير الدورة، محمد منير العرقي، في كلمته بحفل الاختتام "تسدل الدورة الخامسة والعشرون لأيام قرطاج المسرحية ستارها بحفل الاختتام دون أن يسدل المسرح ستاره بل ليكون الركح بعد هذه الدورة أكثر توهجا و نكون أكثر شغفا. هي خطوة أخرى احتفاء واحتفالا وتأسيسا وترسيخا للقدم الراسخة التي يمتلكها الفن الرابع في تونس الذي اختار دائما"
وأضاف العرقي "أن يكون مقاوما ومساندا ومناصرة لكل القضايا العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين التي تتصدر أولوياتنا واهتماماتنا .. نحن هنا على الركح وقلوبنا مع كل أشقائنا في غزة ولبنان والسودان الذين ينشدون الحرية والتحرر".
كما أكّد مديرة الدورة على أنه "لم تكن هذه الأيام مهرجانا بل عرسا وسوقا.. عروضا وندوات وورشات واحتفاليات رقص وموسيقى في شوارع المدينة ولقاءات تبادل للخبرات والتجارب بين أهل المسرح من مختلف بلدان العالم مخرجين وممثلين ونقادا.. ليصدح المسرح بأعلى صوته على هذه الأرض " أنا هنا كنت ومازلت وسأكون".
أيام قرطاج المسرحية، التي تأسست عام 1983، تعدّ واحدة من أبرز التظاهرات الثقافية والفنية في العالم العربي وإفريقيا. تُقام هذه الفعالية في العاصمة التونسية كل عامين، وتُشكّل فرصة لتقديم أحدث الإبداعات المسرحية من مختلف أنحاء العالم، مع التركيز على الإنتاجات العربية والإفريقية.
وتسعى هذه الأيام إلى الاحتفاء بالفن المسرحي بوصفه وسيلة تعبير عميقة ومؤثرة، تجمع بين الثقافات وتطرح قضايا اجتماعية وإنسانية. كما تعمل على تعزيز الحوار الثقافي من خلال استضافة عروض متنوعة وتنظيم ورشات عمل وندوات للنقاش والتبادل بين الفنانين والجمهور.
وتميّزت هذه الدورة (25) بإدماج مسرح الحرية للمودعين في السجون، مما يُبرز رسالة إنسانية واجتماعية للمهرجان، بالإضافة إلى تخصيص جوائز تكرّم حرية التعبير والإبداع.
وتواصل التظاهرة الحفاظ على دورها كمنصة لتشجيع الابتكار والتجديد في عالم المسرح، مع تقديم تكريم مستحق للفنانين والأعمال المتميزة