في مثل هذا اليوم، 11 نوفمبر 2004، أي منذ 20 عاما، استشهد الرئيس الفلسطيني الرمز ياسر عرفات “أبو عمار”، سنة 2004 في ظروف غامضة بعد مرض مفاجئ، قيل إنه ناتج عن تسمّم وبعد حصار وعدوان إسرائيلي دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقر سكناه في مدينة رام الله.
الرّئيس الرّاحل أفنى عمره في سبيل القضيّة الفلسطينيّة خاض خلاله معارك سياسية وعسكريّة وجاب أغلب دول العالم نصرةً لقضيّة شعبه العادلة.
وُلد “أبو عمّار” بالقاهرة في الـ24 من أوت عام 1929، هو الابن السادس لأب كان يعمل في التجارة، وهاجر إلى القاهرة عام 1927، عاد إلى القدس مباشرةً إثر وفاة والدته وهو لم يكمل بعد سنته الرّابعة
في نهاية الخمسينات، سافر ياسر عرفات إلى الكويت للعمل مهندسا، وهناك انطلقت أولى بوادر تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية التي أُطلق عليها اسم “فتح”، وكانت تضمّ رفيق دربه خليل الوزير المعروف بأبي جهاد.
عام 1965 أسّس أول مكتب للحركة في الجزائر، انطلق من خلاله في ممارسة نشاطه الدبلوماسي.
برز اسم ياسر عرفات جليًّا لدى العالم بعد حرب 1967 من خلال قيادته عمليّات فدائيّة ضدّ الكيان المحتلّ انطلاقا من الأردن، قبل أن يُنتخب رئيسا للّجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1969، وتبدأ معها مرحلة جديدة في حياته قادته إلى مقرّ الجمعية العامة للأمم المتحدة وخطابه الشهير عام 1974، أين استعرض ممارسات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني، مناشدا دول العالم الاعتراف بحقه في العودة.
في لبنان
انتقال منظمة التحرير الفلسطينية إلى بيروت في أواخر سبعينيات القرن الماضي، ساهم بشكل مباشر في اجتياح جيش الاحتلال للعاصمة اللبنانية بذريعة ملاحقة قيادات الحركة والمقاومين في مخيمات الفلسطينيين بلبنان.
الانتقال إلى تونس
أمام ضغط دولي وعربي، ومع تواصل المعارك الدامية بشوارع بيروت، قرّر ياسر عرفات الانتقال إلى تونس، صيف 1982، ومواصلة الكفاح المسلّح من هناك، حيث كان في استقباله الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، من المقرّ الجديد للمنظمة بمدينة حمّام الشطّ (جنوب العاصمة تونس).
محاولة اغتيال فاشلة
في غرّة أكتوبر 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت مقرّ المنظمة بضواحي تونس العاصمة، وأدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين.
محاولة الاغتيال لم تثن “أبو عمّار” عن مواصلة نضاله ودعمه مخيمات الفلسطينيين في لبنان أمام العدوان الإسرائيلي، وقاد انتفاضة الحجارة التي اندلعت في فلسطين ضدّ الاحتلال عام 1987 عبر توجيهاته، إضافة إلى خوضه المعارك السياسية على المستوى الدولي لافتكاك حقوق الفلسطينيين.
اتّفاق أوسلو
ماراطون المعارك السياسية التي خاضها ياسر عرفات أدّت في النّهاية إلى توقيع “اتفاق أوسلو” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين برعاية أمريكيّة، وهو ما مهّد لعودته إلى الأراضي الفلسطينية سنة 1994، ثمّ انتخابه رئيسا للسّلطة الفلسطينية على الضفّة الغربية وقطاع غزّة سنة 1996.
رحيل الزّعيم
منذ 2001 عاش الرّئيس ياسر عرفات قيد الإقامة الجبرية ومحاصرا في مقرّ إقامته بمدينة رام الله بالضفّة الغربية مدّة 3 سنوات قبل أن يتوفّاه الأجل المحتوم في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي العسكري بباريس عن عمر جاوز الـ75 عاما، دون تحديد سبب الوفاة على التحديد، حيث قال الأطباء إنّ سبب الوفاة هو تليّف الكبد، لكن لم يتمّ تشريح الجثة.
تُوفّي الشهيد ياسر عرفات وغاب جسدا عن فلسطين، لكن إرثه النضالي ما يزال راسخا في ذاكرة شعوب كثيرة ما زالت تؤمن بعدالة قضية فلسطين.