حذرت جريدة «ذا غارديان» البريطانية من عواقب حرب واسعة بين إيران و«إسرائيل» على الأسواق العالمية، مؤكدة أنها ستؤدي إلى صدمة في أسعار النفط وركود اقتصادي، لا سيما إذا اختارت تل أبيب استهداف البنية التحتية النفطية لإيران.
وقالت الجريدة، في افتتاحية نشرتها يوم الثلاثاء، إن تضرُّر قدرات إيران التصديرية قد يدفعها إلى إغلاق مضيق هرمز الحيوي، كما أنه قد يجر الصين إلى الصراع، كونها المشتري الأكبر للنفط الإيراني، وكذلك روسيا التي تشتبك مع القوات الأميركية في مناطق مثل سورية.
وأشارت إلى «شعور عالمي بالصدمة» نتيجة تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، الأسبوع الماضي، قال فيها إن إدارته تناقش خططًا إسرائيلية محتملة لاستهداف صناعة النفط الإيرانية.
ورأت أنه نتيجة لتصريحات بايدن، وعدم اعتراضه صراحة على تلك الخطط، كما فعل إزاء التهديدات بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، قفزت أسعار النفط بنسبة 10% تقريبًا في التعاملات بالأسواق العالمية.
واستشهدت الافتتاحية البريطانية بما كتبه المؤرخ الشهير، أ.ج. بي تايلور، أن «الحروب تشبه إلى حد كبير حوادث الطرق، من حيث أنها تخلف عواقب عميقة ولكنها لا تملك بالضرورة أسبابًا عميقة في حد ذاتها»، مؤكدة أن «أي ضربات إسرائيلية ضد مجمعات التكرير لن تؤدي سوى إلى كسب الاستحسان داخل تل أبيب».
وفي حين اعتبرت «ذا غارديان» أنه سيكون من الصعب التنبؤ بنتيجة حرب بين إيران و«إسرائيل»، فقد رأت أن عواقب الغزو الأميركي للعراق بمثابة تذكير بأن التحركات المزعزعة للاستقرار غالبًا ما تدفع القوى الخارجية للتدخل في الشرق الأوسط.
وهنا أشارت إلى غارات جوية نفذتها روسيا في سورية ضد من وصفتهم بجماعات مسلحة في منطقة خاضعة لسيطرة الولايات المتحدة. كان احتمال تصادم القوات العسكرية الروسية والقوات الأميركية في سورية مصدر قلق مستمرًا حيث اتخذ الخصوم جانبين متعارضين في الحرب الأهلية. لم يؤد الغزو الروسي لأوكرانيا إلا إلى زيادة حدة العداء المتبادل.