اعتبرت جريدة فرنسية أنَّ استئناف تشغيل حقول وموانئ النفط في ليبيا، خطوة غير كافية لتهدئة الأسواق وتبديد الشكوك بشأن مستقبل البلاد، بعد صراع أدى إلى شل الإنتاج والصادرات لمدة شهرين.
وعلى الرغم من إعلان استئناف الإنتاج في ليبيا، عاودت أسعار النفط ارتفاعها مطلع الأسبوع، ليقترب برميل «برنت» حاليًا من 80 دولارًا، على خلفية خطر اشتعال الأوضاع في الشرق الأوسط وفق جريدة «ليزيكو» الفرنسية اليوم الثلاثاء.
ومع ذلك، فإن الإمدادات الليبية تخفف إلى حد ما الشكوك التي تحوم حول نقص المعروض، حيث تحتل ليبيا المرتبة 18 بين أكبر المنتجين في العالم بمتوسط 1.2 مليون برميل يوميًا في الأشهر الأخيرة. وتقع على رأس أكبر الاحتياطيات النفطية في أفريقيا؛ لكنها تعثرت بسبب الصراع بين الحكومتين المتنافستين، في شرق وغرب البلاد.
ووفق ذات المصدر فإن ذروة التوترات وقعت في أغسطس مع استبدال محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، الذي يعتبر مقربًا من الشرق الليبي؛ وهو البنك الذي يتحكم في العملة الصعبة الناتجة عن مبيعات النفط، والتي تمثل 97% من ثروة البلاد.
ردًا على ذلك، قررت حكومة أسامة حماد إغلاق أكبر حقول النفط الليبية، الواقعة في منطقة سيطرتها، كما «قامت القوات القادمة من الشرق باستعراض واسع للقوة من خلال التوجه نحو الجنوب الغربي لتأمين الحدود الجنوبية، ولكن أيضًا للضغط على طرابلس والسيطرة على أكبر حقل في البلاد، حقل الشرارة»، بحسب التقرير.
وزعمت الجريدة إقدام صدام نجل خليفة حفتر، الذي قام والده بترقيته إلى منصب رئيس أركان القوات المسلحة البرية، على إغلاق حقل الشرارة بعد أن فتحت السلطات الإسبانية إجراءات قانونية ضده بتهمة تهريب الأسلحة. علما بأن هذا الحقل يجرى تشغيله من قبل شركة النفط الإسبانية ريبسول.
وأخيرًا توصل الطرفين في شرق وغرب البلاد إلى اتفاق بشأن تعيين محافظ جديد للمصرف المركزي هو ناجي عيسى المستشار السابق للمحافظ السابق، لينتعش الإنتاج الليبي بسرعة كبيرة.