المسيرة الرابعة لجمع التبرعات، والتي جرت يوم الأحد 4 أغسطس2024. اسمي بديعة سبيل، وأنا من أصل مغربي وأعيش في كرايستشرش، نيوزيلندا، منذ أكثر من اثنين وعشرين عاماً، وأعمل في رياض الأطفال منذ عام 2005. الأطفال الصغار، والتجوال، والتصوير هي شغفي.
منذ صغري، كنت دائمًا أرى عائلتي في المغرب تدعم الشعب الفلسطيني لسنوات وسنوات. ومع ذلك، منذ انتقالي إلى نيوزيلندا ومع مشاغل الحياة والالتزامات العملية، بدا لي أن دعم الشعب الفلسطيني أصبح مستحيلاً. لذلك، في أحد الأيام، أجريت محادثة مع إحدى صديقاتي حول هذا الموضوع، وخرجت بفكرة "المسيرة من أجل غزة". وافقت صديقتي واقترحت الفكرة على منظمتها "Purapurawhetu" التي دعمتنا بالنقل. بدأت أول "مسيرة من أجل غزة" في الأول من يناير وكانت ناجحة جدًا.
في المسيرة الرابعة، انضم إلينا مشاركون، بما في ذلك الأطفال، من دول متعددة، مثل ليبيا، المغرب، سنغافورة، سريلانكا، فلسطين، لبنان، نيوزيلندا، بنغلاديش، المالديف، ماليزيا، وسوريا، في Packhorse Hut. وصل ارتفاع المسيرة إلى أربعمائة وخمسين مترًا فوق مستوى سطح البحر. كان من المؤثر أن نرى الأطفال من هذه الدول المختلفة يجتمعون معًا من أجل هذه القضية.
أحد المشاركين الذي برز بشكل خاص كان صبيًا ليبيًا يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا يُدعى آدم مسلم. على الرغم من عدم وجود والديه معه، انضم آدم إلينا في هذه المسيرة التحديّة. كان تصميمه وروحه مصدر إلهام حقيقي. عندما وصل آدم إلى قمة الجبل، رفع بفخر العلم الفلسطيني بجانب العلم الليبي. كانت هذه الخطوة رمزًا ليس فقط للتضامن، ولكن أيضًا للاتصال العميق مع أطفال غزة. كان لحظة مؤثرة تذكّرنا جميعًا بالصمود والأمل الموجودين حتى في أصغرنا سنًا.
كانت لفتة آدم تذكيرًا قويًا بأنه، رغم بُعد المسافة بيننا وبين غزة، إلا أن قلوبنا وعقولنا مع أولئك الذين يعانون. يواجه الأطفال في غزة صعوبات لا يمكن تصورها كل يوم، وكانت مسيرتنا وسيلة صغيرة ولكنها ذات مغزى لإظهار دعمنا وزيادة الوعي. إن مشاهدة آدم والأطفال الآخرين يصلون إلى القمة، رغم التحديات، كانت دليلًا على قوتهم وروحهم الإنسانية الدائمة.
لم تكن المسيرة سهلة، لكن كل خطوة كانت مليئة بالهدف. كان التصميم والوحدة التي أظهرها الأطفال رائعة حقًا. أحسنتم جميعًا، ونتمنى أن تستمر جهودنا في جلب الأمل والدعم لأطفال غزة.