عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء، وزير التعليم سابقا في الحكومة الحالية البالغ 34 عاما غابرييل أتال رئيسا للحكومة خلفا لإليزابيث بورن، ليكون بذلك أصغر رئيس حكومة في تاريخ الجمهورية الخامسة.
ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة إلى رئيس الحكومة الجديد غابرييل أتال، في أعقاب تعيينه رئيسا للوزراء قال فيها: “عزيزي غابرييل أتال.. أعلم أنني أستطيع الاعتماد على طاقتكم والتزامكم بتنفيذ مشروع إعادة التسلح والتجديد الذي أعلنته”.
وأضاف: “وفاء لروح عام 2017: التفوق والجرأة.. في خدمة الأمة والفرنسيين”.
وعين الرئيس الفرنسي، غابرييل أتال ليصبح بذلك أصغر رئيس حكومة في فرنسا وأول مثلي الجنس علنا، بعد أن قبل أمس الاثنين، استقالة رئيسة الوزراء السابقة إليزابيث بورن، البالغة من العمر 62 عاما.
من هو أتال؟
ولد غابرييل نيسيم أتال سنة 1989 في مدينة كلامار بضواحي باريس لعائلة ثرية وكان والده إيف أتال محاميا ومنتجا سينمائيا، وهو من أصول يهودية تونسية.
ووالدته ماري دو كوريس كانت موظفة في شركة إنتاج وهي مسيحية أرثوذكسية ذات أصول يونانية من سكان مدينة أوديسا في أوكرانيا.
نشأ غابرييل مع شقيقته ووالدته، بعد انفصال والديه عام 2000، في الدائرتين 13 و14 بباريس. وإثر خلاف مع والده بين عامي 2010 و2013 ابتعد عنه، ولم يتواصل معه إلا قبيل وفاته في نوفمبر 2015 بمرض السرطان عن عمر ناهز 67 عاما.
عندما كان شابا، كان على علاقة بالمغنية جويس جوناثان ومنذ 2017، دخل في عقد مدني مع النائب الأوروبي ستيفان سيجورني قبل أن يعلن في ديسمبر 2018 عن مثليته الجنسية.
وقبل ماكرون أمس الاثنين استقالة رئيسة الوزراء إليزابيث بورن البالغة من العمر 62 عاما.
تلقى غابرييل دراسته الابتدائية والثانوية في المدرسة الألزاسية، وهي مدرسة خاصة بالنخبة الباريسية في الدائرة السادسة بباريس، وكان رفيقه في مقاعد الدراسة آنذاك المغني حاليا جويس جوناثان، حيث سكنا معا لعامين.
بين 2008 و2010، درس في جامعة بانتيون الثانية، وحصل منها على شهادة الإجازة (البكالوريوس) في القانون، ثم حصل على الماجستير في الشؤون العامة بمعهد الدراسات السياسية في باريس بين عامي 2007 و2013.
عرف أتال بشغفه بالسياسة ومنذ سنوات دراسته الثانوية قاد حملة ضد مبادرة الحكومة لتعديل قانون العمل آنذاك، ثم أصبح عضوا في الحزب الاشتراكي في 2006، وشارك في ترشيح سيجولين رويال لانتخابات 2007 الرئاسية، أثناء دراسته في معهد الدراسات السياسية في باريس، الذي حصل منه عام 2012 على درجة الماجستير في الشؤون العامة.
كان غابرييل أتال من أوائل الاشتراكيين الذين اقتنعوا بفكرة إيمانويل ماكرون أثناء إنشاء حركته والذي عينه وزيرا مفوضًا للحسابات العامة في 2022.
وجاء تعيين غابرييل أتال في وقت يسعى فيه الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بداية جديدة لبقية فترة ولايته وسط ضغوط سياسية متزايدة من اليمين المتطرف خاصة بعد الاضطرابات الأخيرة بشأن قانون الهجرة الذي يعزز قدرة الحكومة على ترحيل الأجانب، والتي عصفت برئيسة الوزراء السابقة.
وكانت بورن، التي تم تعيينها في ماي 2022، ثاني امرأة تشغل هذا المنصب بعد إديث كريسون، واعتمدت العديد من النصوص الحساسة، بما في ذلك إصلاح نظام التقاعد وتلك المتعلقة بالهجرة، والتي هزت المعسكر الرئاسي الشهر الماضي.
وكان الرئيس الفرنسي قد أثار تكهنات حول إجراء تعديل حكومي في ديسمبر، من خلال الوعد بمبادرة سياسية جديدة، بعد أن شهد عام 2023 العديد من الأزمات السياسية.