لم ينجح الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان في حسم فوزه من الدور الأول في انتخابات الرئاسة التركية، كما فعل في السابق، في خطوة ربطها مراقبون للشأن التركي بعزوف الشباب عن انتخاب اردوغان لتوقهم للتغيير خاصة أنهم يعانون في ظل حكمه من الرقابة وتسلّط الدولة المحافظة التي عملت على الحد من حرية الرأي والتعبير سواء في الإعلام التقليدي أو في وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى فضاء معاد لأردوغان.
في المقابل يُنتظر أن تؤثر صدمة الخسارة على أردوغان وأنصاره، خاصة في ظل صعوبة عقد تفاهمات وتسويات تدعم حظوظ الرئيس المنتهية ولايته الذين يؤكدون انه على فرض خسر بعض جمهوره مازال قادرا على المناورة إذا فشل خصومه في الحفاظ على الأداء نفسه الذي جرى في الدور الأول ولم يستمروا في دعم منافسه كمال قليجدار أوغلو الذي حقق تقدما لافتا خاصة في المدن الكبرى، مثل أنقرة وإسطنبول، التي فاز فيها الحزب الجمهوري في الانتخابات البلدية.
واستفاد قليجدار أوغلو بشكل جلي من سجن صلاح الدين ديمرتاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المدعوم من الأكراد، وهو ما دفع المناطق الكردية إلى تصويت عقابي كبير ضد أردوغان ونقل الأصوات التي كان يحصل عليها ديمرتاش في السابق إلى قليجدار أوغلو. ولا يُعرف إلى أي حد سيلتزم الأكراد بدعم خصم أردوغان في الدور الثاني، وهل سيستمر التحمّس الكردي للتصويت لفائدته؟.
والثابت ان التراجع الطفيف لأردوغان في المدن الكبرى إلى تأثير الأزمة الاقتصادية الحادة، التي تظهر ملامحها بشكل خاص في المدن التي تكون أكثر ميلا إلى النقد والاحتجاج.
شمس اليوم نيوز