الكفاءات العربية ..
تعيش اوروبا هذه الايام حدثا طغى على كل ما عداه..ففي بريطانيا مثلا ترجعت اخبار تخفيض ميزانية دعها والذي يصل الى ستة ملياارات جنيه ...وجاءت اخبار حركة التنقلات الواسعة في قيادات الجيش في مرتبة متاخرة رغم اهميتها .واجل الحديث عن المواقف السياسية المتبانية لاحزاب ,حتى الخبر الخطير عن اختطاف طائرة فرنسية لم تعره وسائل الاعلام اي اهتمام .وتجاوز الحدث الحديث الددائر عن عزم الحكومة البريطانية لبيع هيئة السكك الحديدية ,ومؤسسات النفط والمطارات للقطاع الخاص ...
الحدث "بعد هذه المقدمة الضرورية "والذي اثار الانسانية جمعاء ,ان طبيبا عربيا مصريا هو الدكتور مجدي يعقوب ,قد استطاع بعلمه وخبرته نقل قلب طفل توفي وعمره 3ايام ,الى طفلة اخرى مولودة في حاجة لقلب سليم ,عمرها عشرة ايام فقط ونجحت العملية واصبحت عنوانا رئيسيا في كل الصحف البريطانية والعالمية .والتفاصيل المتممة للخبر ,وهي ان الدكتور مجدي طار الى هولندا ليجري عملية استئصال قلب الطفل المتوفي ,ثم عاد الى لندن ليزرعه في صدر الطفلة الوليدة والذي كتب له عمرا جديدا على يدي الدكتور العربي ,والذي برز وفاق اقرانه في العاالم ,واصبح عالما برزا يشار اليه بالبنان .
بمناسبة هذا الحدث الهام ,نود ان نلفت انتباه القيادات العربية الى ان العالم ملئ بكفاءات عربية مماثلة للدكتور النابغة يعقوب في شتى التخصصات بداية من علوم الزراعة وحتى الذرة وعلوم الفضاء وهلل يعلم قاداتنا ان في بريطانيا وحدها عددا مهولا من الاطباء العرب يتجاوز 5الاف طبيب اضافة الى الالاف من الكفاءات العربية في شتى التخصصات وقد حققوا انجازات كبيرة يعترف بها الجميع ...؟
اليس من المؤسف ,ان نرى ابناءنا تستفيد منهم كل الدول عدا وطنهم العربي ؟ان ما يفعله شبابنا وعلماؤنا في خارج بلدهم ,يثبت اكذوبة ما يتردد عن تخلفنا ....فنحن فعلا من قدم العلم والمعرة للعالم ايام مجدنا وحضارتنا ...
ونبوغ ابنائنا وتفوقهم ,تحقق عندما فتحت لهم الابواب ,وعاشوا في كنف الحرية بعيدا عن الارهاب الفكري والسياسي واستطاعوا ان يعيدوا للانسان العربي سمعته الحقيقية والتي يحاول تشويهها السفاء المندسون بيننا ...
كل يوم نسمع عن عالم عربي يحقق الانتصارات العلمية لصالح امم غير امتنا ..اليس ذلك عار وشنارا ؟اذ لدينا كافة الامكانيات لفتح الطريق امام عودتهم لوطنهم وليس مهما اي جزء منه ...المهم ان يجدوا الحرية والتقييم الصحيح ليتمكنوا من الاستمرار في البحث العلمي وان تتوفر لهم المعامل والمؤسسات العلمية ...فهل نامل في مبادرة جديدة للاستفادة من اكبر عدد منهم ..؟
لقد سمعنا الكثير عن قرارات ومخططات ,لانشاء مدن للعلم والعلماء المهاجرين ,غير ان ذلك مازال مجرد افكار ولم نر شيئا جديا قد تحقق ...فهل هناك من يبدا ليعيد للعروبة مجدها العلمي ويجمع فلذات اكباد امتنا قبل ان يضيعوا منا وبسبب تصرفاتنا فيمتاهات العالم ,والذي يسعى ويعمل لاجتذابهم,بينما نحن لا نستطيع حتى الاحتفاظ بهم ...؟ مسؤولية كبيرة نضعها في عنق كل قائد ومسؤول عربي ...
وتحية لعلمائنا في كل مكان ,ومزيدا من الانتصارات,فانها قد رفعت رؤوسنا بين الامم ,وتحية خالصة للدكتور العظيم مجدي يعقوب محقق هذا الاعجاز والى الامام .