تعود مدينة هون هذا العام لتكتب فصلاً جديدًا من التاريخ الثقافي الليبي، وهي تستعد لانطلاق فعاليات «مهرجان الخريف السياحي الدولي» في دورته التاسعة والعشرين يوم 13 نوفمبر الجاري، بمشاركة واسعة من مدن ليبيا وضيوف من خارج البلاد، في احتفالية تحمل ملامح الأصالة الليبية وروح الإبداع الذي لا ينقطع.
هون ليست مجرد نقطة على الخريطة…
هي مدينة ذاكرة، مدينة ظلّت عبر عقود طويلة تحافظ على نبضها القديم وتمنح للمشهد الثقافي الليبي جرعة فخر وهوية وانتماء. لذلك حين تستضيف مهرجان الخريف فهي لا تنظّم حدثًا فحسب… بل تعيد وصل الإنسان بأرضه وتراثه وقيمه وجذوره.
أصالة ممتدة… وإبداع لا ينطفئ
يحمل مهرجان هذا العام شعار «أصالة ممتدة وإبداع متجدد» وهو عنوان يختصر فلسفة هذا الحدث الثقافي العريق: قدرة ليبيا رغم كل الظروف على حماية ذاكرتها، وعلى الاستمرار في إنتاج الجمال في زمن تتسارع فيه التحوّلات.
على مدى 29 دورة متتالية، نجح المهرجان في تشكيل مساحة تلتقي فيها الحرف الشعبية، والفنون الأصيلة، والفكر، والوجدان الشعبي. وستتضمن فعاليات هذه النسخة عروضًا فنية وثقافية، معارض للحرف اليدوية، لقاءات فكرية، عروض تراثية، وبرامج تعكس التنوع الجهوي والثقافي للمدن الليبية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
مهرجان ليس للمشاهدة فقط… بل لإعادة بناء سردية ليبيا الثقافية
المهرجان ليس مجرد تظاهرة فنية. هو فعل مقاومة ثقافية وإعادة تثبيت صورة ليبيا الحقيقية: بلد الحضارات المتراكمة، بلد التنوع والإنسان والذاكرة المشتركة.
استدامة المهرجان لتسعة وعشرين عاماً تعكس شيئًا عميقًا في الوعي الليبي: الإيمان بأن الشعوب التي تحترم ماضيها تستطيع بناء مستقبلها، وأن الثقافة ليست ترفًا… بل شرط من شروط الثبات والاستمرار.
هون… حين تصبح المدينة مدرسة حب وانتماء
لا أحد يزور هون بلا أن يخرج منها بشيء مختلف. هي مدينة تفهم أن الثقافة ليست موسماً عابرًا، بل طريقة عيش…وأن التراث ليس ما نحتفظ به في الذاكرة فقط، بل ما نعيد إنتاجه في الواقع.
وهكذا يعود «مهرجان الخريف» هذا العام ليجعل من هون جسرًا بين الأجيال، بين الموروث الشعبي والتجديد الفني، بين ما كان وما سيكون.
إنه موعد جديد مع ليبيا الجميلة… ليبيا الصامدة… ليبيا التي مازالت تحفظ لنفسها حق الفرح رغم كل شيء.
شمس اليوم نيوز
