أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد المتقاعد نضال أبو زيد أنّ المرحلة المقبلة تحمل ملامح محاولة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للانتقال نحو ما يُعرف بـ"النموذج اللبناني" في التعامل مع قطاع غزة، أي الإبقاء على حالة استنزاف أمني وعسكري طويلة الأمد دون حسم نهائي.
لكن هل يستطيع نتنياهو فعليًا تنفيذ هذا السيناريو؟
قال الخبير العسكري في قراءته للوضع انطلاقا من السؤال المطروح، إن المعطيات الميدانية والسياسية تشير إلى أن قدرة المقاومة على المناورة الدبلوماسية باتت أكثر تأثيرا من أي وقت مضى.
ويرى أبو زيد أن التوجه نحو المرحلة الثانية من الترتيبات السياسية في غزة، مع الدفع باتجاه نشر قوة عربية ذات صفة شرعية أممية من خلال قرار يصدر عن مجلس الأمن، قد يشكل عاملا حاسما في فرملة أي اندفاع إسرائيلي لاستئناف العمليات العسكرية بشكل واسع.
جيش الاحتلال مُنهك.. وتجارب الإخفاق متكررة
ويذكّر الخبير الإستراتيجي بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يُكسر في غزة مرة واحدة بل عدة مرات، موضحًا أن الاحتلال خاض خمس حروب متتالية على القطاع منذ 2008 وحتى 2023، بمعدل حرب كل ثلاث سنوات تقريبًا، دون أن يحقق أهدافه.
الانسحاب ليس سابقة جديدة
كما أشار العقيد المتقاعد إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من غزة ليس حدثًا استثنائيًا، مستحضرًا قرار رئيس الوزراء الأسبق أريئيل شارون في عام 2005 بسحب 8500 مستوطن من مستوطنة "غوش قطيف" وإخلاء قوات الاحتلال من القطاع بشكل أحادي الجانب.
ويختتم أبو زيد حواره مع موزاييك بالإشارة إلى أن تاريخ الصراع في غزة يثبت أن الاحتلال لم ينجح في فرض معادلة ردع دائمة، مستشهدًا بقول إسحاق رابين الذي عبّر عن عجزه قائلًا: "كنت أتمنى أن أستيقظ لأجد أن غزة قد ابتُلعت في البحر".
