أفادت وسائل إعلام إيطالية عن احتضان روما لقاءً غير معلن جمع مساء الثلاثاء بين صدام نجل خليفة حفتر الذي يتولى منصب نائب والده في ما يُعرف بـ"القيادة العامة للجيش الليبي"، وإبراهيم الدبيبة، مستشار الأمن القومي الخاص لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بحضور مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي.
وذكرت التقارير الإيطالية أن اللقاء تناول ملفات سياسية وعسكرية وأمنية إلى جانب قضايا الطاقة التي تشكل محوراً أساسياً في العلاقات بين الشرق والغرب في ليبيا، مشيرة إلى أن هذا اللقاء جاء في ظل مخاوف من تجدد التوترات المسلحة في العاصمة طرابلس، بالتوازي مع محاولات الأمم المتحدة للدفع نحو تشكيل حكومة موحدة قادرة على تجاوز الانقسام السياسي بين المؤسستين القائمتين في الشرق والغرب.
وفي السياق، أفادت مصادر مطلعة من طرابلس وبنغازي، على صلة بحكومة الوحدة الوطنية وقيادة حفتر، بأن اللقاء جاء في سياق رؤية أميركية تستهدف إنشاء سلطة سياسية موحدة من خلال دمج سلطتي الحكومتين في طرابلس وبنغازي. وكشفت هذه المصادر أن حضور مسعد بولس كان بهدف الإشراف على بلورة الملامح الأولى لشكل السلطة الجديدة التي يُخطَّط لها، حيث يركز الجانب الأميركي على ضرورة استقلال المؤسسات الاقتصادية، ولا سيما المصرف المركزي ومؤسسة النفط.
ووفقاً لمعلومات المصادر، فإن لقاء حفتر الابن والدبيبة يمثل لقاءً استكشافياً أكثر منه لاتخاذ خطوات فعلية في طريق تشكيل السلطة الجديدة. وضمن المعلومات، فإن العمل على دمج الحكومة سيجري من خلال اتفاقات بين مجلس النواب ومجلس الدولة بدمج الوزارات الأساسية في الحكومتين القائمتين، مع إضافة عناصر جديدة من خارج السلطتين على غرار فتحي باشاغا، الرئيس السابق للحكومة المكلفة من مجلس النواب، الذي طرح اسمه لتولي موقع على صلة بمهام الأمن القومي. وجاء لقاء روما بعد يومين من استضافة مدينة ريميني الإيطالية أربعة أعضاء من مجلسي النواب والدولة الليبيين، في اجتماعات غير رسمية مع أعضاء من مجلس الشيوخ والبرلمان الإيطالي، في إطار مساعي إيطاليا لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية وتنسيق لقاءات مشتركة بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لفتح الطريق نحو حوار سياسي أوسع