أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا اليوم الاثنين مشاركة
الولايات المتحدة غير المباشرة في العدوان الصهيوني على إيران، وقال في تصريحا له
في كندا حيث يشارك في قمة الدول الصناعية السبع إن "إسرائيل تبلي بلاء حسنا
للغاية وقدمنا الكثير من الدعم لها." كما أعلن يوم أمس الأحد أن القوات
الأميركية “قد تنخرط” في الصراع العسكري المتصاعد الذي بدأته "إسرائيل"
أواخر الأسبوع الماضي بهجوم عنيف على إيران، مما أدى إلى ضربات انتقامية واسعة
النطاق وتحذيرات من حرب طويلة وكارثية.
وقال ترامب لمراسلة الشؤون السياسية في شبكة ABC، رايتشل سكوت، إن
الولايات المتحدة ليست منخرطة حالياً في الصراع، وهو أمر غير صحيح. فقد ساعدت
الولايات المتحدة كيان العدوان الصهيوني في إسقاط الصواريخ الإيرانية، وتقوم
المقاتلات الأميركية، وفقاً لتقارير، بـ”دوريات في سماء الشرق الأوسط لحماية
الأفراد والمنشآت”. وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة جيروزاليم بوست إن “هناك تنسيقاً
كاملاً وكاملاً مع الأميركيين” بشأن قصف "إسرائيل" لإيران في وقت مبكر
من صباح الجمعة، وهو ما أشعل فتيل الصراع.
وذكر أن مسؤول أميركي أن السفينتان الحربيتان ذا سوليفانز وآرلي
بيرك شاركتا باعتراض صواريخ بالستية إيرانية ، كما أعلن عن تحرك حاملة الطائرات
نيمتز من بحر الصين إلى المنطقة.\
لكن تصريحات ترامب يوم
الأحد أشارت إلى احتمال تورط أعمق للولايات المتحدة في العدوان على إيران، ما أثار
قلق أعضاء في الكونغرس الأميركي الذين حذروا من أن مثل هذا التدخل سيكون غير
قانوني ومأساوياً.
وقال النائب خواكين كاسترو (ديمقراطي عن تكساس): “إذا كان الرئيس
ترامب ينوي إشراك الولايات المتحدة أكثر في الحرب بين إسرائيل وإيران من خلال
مهاجمة إيران، فعليه أن يأتي إلى الكونغرس، ويعرض قضيته، ويحصل على تفويض قبل أن
يجرّ بلادنا إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط”، فيما أبدى صقور الحرب من الجمهوريين
دعمهم للتدخل الأميركي.
وشدد بريان فينوكان، المستشار البارز في برنامج الولايات المتحدة
لدى مجموعة الأزمات الدولية، يوم الأحد، على أن “أي هجوم أميركي على إيران سيكون
على الأرجح غير قانوني”. وكتب فينوكان على وسائل التواصل الاجتماعي: “آمل أن يدرك
الرئيس ترامب أن السماح لنتنياهو بجرّه إلى حرب غير ضرورية سيجعله يبدو ضعيفاً”.
وفي يوم الاثنين، كشف السيناتور تيم كين (ديمقراطي عن فرجينيا) عن
قرار متعلق بصلاحيات الحرب، يلزم بإجراء نقاش وتصويت في الكونغرس قبل أي عمل عسكري
أميركي ضد إيران. وقال كين: “ليس من مصلحتنا الأمنية الوطنية الدخول في حرب مع
إيران إلا إذا كانت ضرورية تماماً للدفاع عن الولايات المتحدة”. وأضاف: “أنا قلق
بشدة من أن التصعيد الأخير في الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران قد يجرّ
الولايات المتحدة بسرعة إلى صراع لا نهاية له”. وأضاف “هذه الحرب سيئة لإسرائيل،
وإيران، والولايات المتحدة — التي من المرجح أن تُجَرّ إلى دوامة الصراع ما لم
تتخذ موقفاً حاسماً من أجل السلام”.
وكان موقع أكسيوس الإخباري الأميركي ذكر أن حكومة نتنياهو “طلبت من
حكومة ترامب… الانضمام إلى الحرب ضد إيران” لأن "إسرائيل" “تفتقر إلى
القنابل الخارقة للتحصينات والطائرات القاذفة الكبيرة اللازمة لتدمير موقع تخصيب
اليورانيوم الإيراني في فوردو، الذي بُني داخل جبل وتحت الأرض”. ونقل الموقع عن
مسؤول إسرائيلي قوله إن “الولايات المتحدة قد تنضم إلى العملية”، وأن “الرئيس
ترامب ألمح حتى إلى استعداده لذلك إذا لزم الأمر خلال محادثة حديثة مع رئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو”.
وقد صرّح مسؤولون إيرانيون بأنهم يرون أن الولايات المتحدة شريكة
ومسؤولة بدرجة كبيرة عن الهجوم الإسرائيلي، الذي أدى — بحسب منظمة حقوقية — إلى
مقتل أكثر من 200 شخص حتى الآن. أما الرد العسكري الإيراني الصاروخي والمسيرات على
العدوان الصهيوني فقد أودت بحياة أكثر من 20 شخصاً. وإصابة أكثر من 400 شخص طبقا
لما يعلنه كيان العدوان وهي دائما أرقام لا تعكس الحقيقة.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم الأحد: “لا يمكن
للولايات المتحدة أن تلعب دور المتفرج. يجب عليها إما وقف هذا العدوان أو تحمل
عواقب زعزعة الاستقرار الإقليمي الذي ساعدت في إشعاله”.
وقد وسع كيان العدوان الصهيوني عدوانه على إيران يومي الأحد
والاثنين، حيث أفادت واشنطن بوست أن الجيش الإسرائيلي استهدف “منشآت الطاقة
الإيرانية، ومصانع الإنتاج، وقطاع الطيران” كما تم قصف مبنى لتلفزيون إيران.
وقالت الصحيفة إن “الضربات طالت مطارات، ومصانع إلكترونيات، ومراكز
شرطة، وموقعاً لصيانة الطائرات، ومكتباً ينسق أنشطة المساجد في طهران”. كما أفاد
سكان طهران بوقوع عدة انفجارات بدت وكأنها تستهدف مركبات فردية في المدينة، مما
أثار شكوكاً حول تنفيذ عمليات اغتيال عبر سيارات مفخخة أو طائرات مسيّرة صغيرة.
كما أُلغيَت محادثات النووي بين الولايات المتحدة وإيران التي كانت
مقررة يوم الأحد، في إشارة إضافية إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر يُجهض أي
احتمال للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي. غير أن ترامب دعا يوم الاثنين إيران إلى إبرام
ما سماه "صفقة" زاعما أن "إيران لا تكسب هذه الحرب وعليها الحديث معنا
قبل فوات الآوان"
وأضاف البيان: “في غياب هذا التدخل، سيرتفع عدد القتلى، وسيتحول
المزيد من كل بلد إلى أنقاض”. وتابع: “هذه الحرب سيئة لإسرائيل، وإيران، والولايات
المتحدة — التي من المرجح أن تُجَرّ إلى دوامة الصراع ما لم تتخذ موقفاً حاسماً من
أجل السلام”.
وختم البيان بالقول: “إسرائيل بدأت هذه الحرب، ويجب أن تُمارس
الضغوط على إسرائيل لوقفها. كما أوضح وزير الخارجية الإيراني أن إيران ستتوقف عن
الرد إذا توقفت إسرائيل عن هجماتها. الطريق مفتوح أمام ترامب لإنهاء هذا الصراع
الدموي. أي تأخير سيؤدي إلى مزيد من الموت والمعاناة، ويجعل مسارات الحل
الدبلوماسي أكثر بعداً”.
واشنطن-محمد دلبح