لا يزال الشرق الأوسط يغلي تحت وطأة صراعات متشابكة تدفع المنطقة إلى حافة الهاوية. من غزة المحاصرة إلى لبنان المتوتر، ومن اليمن المنكوب إلى سوريا المدمرة، تبدو حلول الأزمات أكثر بعداً من أي وقت مضى.
غزة.. الحرب التي لا تنتهي
بعد أكثر من عام على عملية "طوفان الأقصى"، تستمر الحرب في غزة بكل ضراوتها. القصف الإسرائيلي لا يهدأ، والمقاومة الفلسطينية ترد بغارات صاروخية متفرقة. المشهد الإنساني مروع: آلاف القتلى، ومئات الآلاف من المشردين، ونقص حاد في الغذاء والدواء. المجتمع الدولي يتفرج، بينما تتعثر كل محاولات وقف إطلاق النار.
في الضفة الغربية، تتصاعد المواجهات بين المستوطنين والقوات الإسرائيلية من جهة، والمقاومين الفلسطينيين من جهة أخرى. الاستيطان يتوسع، والعنف يزداد، وحلم الدولة الفلسطينية يتبدد يوماً بعد يوم.
لبنان على وشك الانفجار....
على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تتصاعد حدة الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل. كل يوم يشهد تبادلاً للقذائف والصواريخ، وكأن الحرب الشاملة مسألة وقت فقط. لبنان، الذي يعاني أصلاً من أزمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة، قد لا يتحمل حرباً جديدة. لكن منطق الصراع أقوى من صوت العقل.
اليمن.. الحرب المنسية التي لا تريد أن تنتهي....
في اليمن، تستمر جماعة الحوثي في هجماتها على السفن في البحر الأحمر، مما يهدد حركة التجارة العالمية ويرفع أسعار النفط. الضربات الجوية الأمريكية والأطلسية لا تثنيهم، والمبادرات الدبلوماسية تتعثر. الشعب اليمني يدفع الثمن، بينما تستمر الحرب بالوكالة بين إيران والمملكة العربية السعودية.
سوريا والعراق.. ساحات للصراع الدولي....
في سوريا، لا تزال إيران وروسيا تدعمان نظام الأسد، بينما تضرب إسرائيل المواقع الإيرانية بشكل متكرر. في العراق، تهاجم الفصائل المدعومة من إيران القوات الأمريكية بين الحين والآخر. المشهدان يعكسان استمرار الصراع الدولي على أراضيهما، حيث أصبحتا ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى.
القوى الكبرى.. جزء من الاشكال
الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل بشكل غير مشروط، تواجه انتقادات متزايدة بسبب سياساتها في المنطقة. روسيا تستغل الفراغ الأمريكي لتعزيز نفوذها في سوريا وليبيا. الصين تحاول لعب دور الوسيط، لكن تأثيرها يبقى محدوداً. إيران، من جانبها، تواصل دعم وكلائها في كل مكان، مما يزيد من تعقيد المشهد.
كل المؤشرات تشير إلى أن المنطقة مقبلة على المزيد من العنف. الحلول الدبلوماسية تتعثر، والمبادرات الإقليمية تفتقر إلى الجدية. في غياب إرادة حقيقية لوقف النزيف، يبدو أن الشرق الأوسط سيبقى ساحة مفتوحة للصراع، حيث الخاسر الأكبر هم دائماً المدنيون العزل.
السيناريو الأكثر ترجيحاً هو استمرار الحروب بالوكالة، مع تصاعد متقطع للعنف قد يتحول في أي لحظة إلى مواجهة إقليمية شاملة. في هذه الأثناء، ستبقى شعوب المنطقة تدفع ثمن صراعات لا نهاية لها.
شمس اليوم نيوز