اصدر قائد الجيش السوداني والحاكم الفعلي للسودان عبدالفتاح البرهان قرارا الأربعاء بتعيين دفع الله الحاج رئيسا جديدا للحكومة في البلد الذي تعصف به الحرب منذ أكثر من عامين، في خطوة تهدف إلى إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في البلاد.
وتأتي هذه الخطوة في ظل التطورات السياسية التي يشهدها السودان، ويهدف البرهان من خلالها إلى الاستعانة بشخصيات ذات خبرة دولية.
ويتمتع دفع الله الحاج بخبرة دبلوماسية واسعة، حيث شغل منصب سفير في عدة دول، ومثل السودان في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
وتشير مصادر إلى أن إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في السودان، بما في ذلك تعيين الحاج رئيسا للوزراء، يأتي في سياق سعي الفريق أول عبدالفتاح البرهان لتعزيز قبضته على السلطة في ظل الظروف السياسية والأمنية المعقدة التي تشهدها البلاد.
وأجرى البرهان تعديلات على الوثيقة الدستورية لعام 2019، بشكل منحه صلاحيات أوسع في تعيين وعزل رئيس الوزراء، وهذا يعزز دوره التنفيذي.
ويأتي ذلك في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والصراع المسلح في السودان، مما يدفع البرهان لاتخاذ إجراءات تهدف إلى ترسيخ سلطته.
ويخلف الحاج الذي عمل في السلك الدبلوماسي السوداني طويلا أثناء حكم الرئيس الأسبق عمر البشير، عثمان حسين عثمان الذي ترك وحكومته الخرطوم إلى بورتسودان مع اندلاع الحرب.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 تتخذ الحكومة السودانية مدينة بورت سودان المطلة على البحر الأحمر شرقا مقرا لها، بعدما سيطرت قوات الدعم السريع المتحاربة مع الجيش على العاصمة في بداية الحرب.
وبعد عملية عسكرية واسعة في وسط السودان أعلن الجيش سيطرته على العاصمة بعد إحراز تقدم في مدن رئيسية أخرى.
وشغل الحاج سابقا منصب سفير السودان في السعودية التي كانت أولى محطات البرهان الخارجية عقب إعلانه ما سماه "تحرير" الخرطوم من الدعم السريع الشهر الماضي.
كما عيّن البرهان الأربعاء السفير عمر صديق وزيرا للخارجية. وكان الأخير عضوا في وفد الحكومة السودانية لمفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع عام 2023، وأعربت الأخيرة حينها عن رفضها لوجوده. وأثناء حكم البشير عمل صديق مندوبا للسودان لدى الأمم المتحدة.
ويرى البرهان أن الاستعانة برموز النظام السابق قد يفيده في تعزيز أحزمة الدعم السياسي داخليا وقد يستفيد كذلك من شبكات علاقات وخبرات يتمتعون بها يمكن أن تساعده في إدارة الأزمة.
ويعتقد أنه يسعى إلى توسيع قاعدة دعمه السياسي والاجتماعي من خلال استقطاب شخصيات ذات نفوذ. وقد يرى أن بعض رموز النظام السابق لا يزالون يتمتعون بشعبية في بعض الأوساط.
وبعض رموز نظام البشير لهم خبرات طويلة في الحكم وادارة الدولة وقد يستعين بهم البرهان بهم للاستفادة من خبراتهم.
كما أن الوضع السياسي المتغير قد يدفع بقائد الجيش رئيس مجلس السيادة إلى تغيير تحالفاته، لكن هذه التحالفات تثير جدلا واسعا في السودان، حيث يعتبره البعض عودة إلى نظام قمعي، بينما يراه آخرون ضرورة واقعية في ظل الظروف الراهنة.