تظهر التقارير في إسرائيل اختلافات بين الأمل واليأس، حيث تبدو هذه التقارير متضاربة، تمامًا وفي هذا السياق يستمر النقاش الداخلي حول الصفقة بين من يؤيدون إبرامها بأي ثمن، نظرًا لأهميتها الإنسانية والأخلاقية والإستراتيجية، ومن يرونها خطرًا على صورة وأمن إسرائيل المستقبلي.
ومن ثم، تتعارض التقارير والتصريحات بشأن واقع المفاوضات الجارية في الدوحة اليوم، وبحسب الإذاعة العبرية العامة، فإن الخلاف الجوهري يدور حول قائمة بأسماء كل الرهائن الأحياء، حيث تعتبر إسرائيل أن جميع من في الأسر اليوم هم حالات إنسانية، بعد مرور 14 شهرًا على أسرهم.
ويشير ذات المصدر، من جهة أخرى، إلى أن حركة “حماس” تطالب ضمن شروطها بضمانات لوقف الحرب وانسحاب كامل في المرحلة الثانية من المفاوضات وليس الآن.
وكما في الجولات التفاوضية السابقة، سارع نتنياهو للإعلان مرة أخرى بنفسه أن إسرائيل ستعود للحرب بعد “الصفقة الإنسانية” المطروحة الآن، ما يعكس رغبته في الاستمرار بالسعي لـ “النصر المطلق”، أي إسقاط “حماس”، ولذا فهو معني فقط بصفقة صغيرة في أحسن الأحوال، ربما لتخفيف الضغوط الداخلية وإرضاء الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب الراغب بوقف الحرب وإتمام صفقة.
من أبرز الأصوات الرافضة للصفقة الجنرال في الاحتياط رامي إغرا، مسؤول ملف المفقودين والأسرى في الموساد سابقًا، الذي قال للإذاعة العبرية، صباح اليوم، الإثنين، إن الصفقة لن تتحقق بسبب الهوة الكبيرة في مواقف إسرائيل و”حماس”. موضحًا أن مطلب “حماس” الأساس المتكرر هو الانسحاب الكامل ووقف الحرب وهذا يعني البقاء في الحكم مع ضمانات دولية، وبحال بقيت الصورة هذه على حالها فلن يكون هناك تقدم، لأن نتنياهو يرفض ذلك علانية كما هو معروف.
يشار إلى أن وكالة رويترز قد نقلت، أمس، عن مصدر في “حماس” قوله إنها قدمّت قائمة بأسماء 34 أسيراً حياً، لكن مكتب نتنياهو سارع للنفي، وعن ذلك تقول صحيفة “هآرتس”، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، إن الحقيقة موجودة في منتصف الطريق: “حماس قالت إنها ستقدم لائحة أسماء أسرى أحياء، لكن هذه لم تصل بعد”. منوهة أن الحديث يدور عن احتمال إنجاز صفقة صغيرة وجزئية، وأن “حماس” تريدها “تهدئة ترامب”، وإسرائيل تريد تخفيف الضغط الداخلي والخارجي عليها”.
كما توضح “هآرتس” أن إسرائيل هي التي عرضت صفقة صغيرة فقط كي تتهّرب من مطلب “حماس” بالانسحاب الكامل ووقف الحرب: نساء مسنات، ومرضى، مقابل إطلاق مئات الأسرى، قسم منهم من ذوي المحكوميات العالية، وانسحاب جزئي.
من جهتها تنقل “يديعوت أحرونوت” عن مصادر إسرائيلية قولها إن إسرائيل تدرس أيضاً إمكانية “صفقة” للتثبت من جدية “حماس”: مقابل عدد قليل من المحتجزين وقف الحرب لعدة أيام تقوم خلالها بنقل لائحة الأسماء الأحياء”.
ومن المحتمل أن يغادر للدوحة رئيس الموساد بارنياع، في ظل مفاوضات مستمرة ومحاطة بضباب ومعلومات متناقضة كثيرة وكذب وتضليل خاصة من جهة حكومة الاحتلال لتخفيف حدة الضغوط الداخلية التي تزداد بعد كل فيديو لرهينة من غزة