تعتبر معتمدية عين دراهم، الواقعة في ولاية جندوبة شمال غربي تونس، واحدة من أجمل المناطق السياحية التي تمتاز بجمالها الطبيعي الأخّاذ. تُعد هذه المدينة الجبلية ملاذًا لعشاق الطبيعة والهدوء، حيث تجذب الزوار بجمال غاباتها الكثيفة، هوائها العليل، وتساقط الثلوج خلال فصل الشتاء، ما يجعلها وجهة مثالية للسياحة البيئية والراحة.
الجمال الطبيعي في عين دراهم
عين دراهم تتميز بتضاريسها الجبلية وغاباتها الخضراء الممتدة، خاصة غابات الصنوبر والزان والبلوط. في الشتاء، تتحول المدينة إلى لوحة بيضاء ساحرة مع تساقط الثلوج، مما يضفي عليها طابعًا شتويًا مميزًا. تُعد هذه الظروف مثالية لأنشطة مثل التزلج على الجليد، التنزه في الطبيعة، والتخييم. كما تُعتبر المدينة مكانًا مثاليًا لعشاق التصوير الفوتوغرافي بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة.
إمكانات السياحة البيئية
عين دراهم تمتلك إمكانات هائلة لتطوير السياحة البيئية، حيث يمكن إنشاء مسارات مخصصة للمشي في الغابات، تنظيم رحلات استكشافية للطبيعة، وإقامة محميات طبيعية لتنوعها البيئي الفريد. كما يمكن تطوير المرافق الترفيهية التي تحافظ على البيئة وتشجع على الاستدامة.
أهمية المشاريع السياحية
لزيادة الجذب السياحي، يمكن التفكير في بعث مشاريع مبتكرة مثل بناء فنادق بيئية صغيرة (Eco-Lodges) تندمج مع الطبيعة المحيطة، وتنظيم أنشطة رياضية شتوية كالتزلج وتسلق الجبال. كما يمكن إنشاء مركز ثقافي يعرض التراث المحلي، الحرف اليدوية، والأطباق التقليدية التي تشتهر بها المنطقة.
تشجيع الشباب على الاستثمار
لضمان استدامة هذه المشاريع، يجب تشجيع الشباب على الاستثمار في السياحة البيئية من خلال توفير قروض ميسّرة وبرامج تدريبية في إدارة المشاريع السياحية. يُمكن للشباب تأسيس مشاريع صغيرة مثل تنظيم جولات سياحية، بناء أكواخ خشبية للإقامة، أو افتتاح مطاعم تقدم الأكلات المحلية.
مشروع "التلفريك" كفكرة مبتكرة
إحدى الأفكار التي يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في السياحة في عين دراهم هي إنشاء مشروع "التلفريك". يُمكن لهذا المشروع أن يوفر تجربة فريدة للزوار، حيث يسمح لهم بالاستمتاع بمناظر طبيعية خلابة من ارتفاعات شاهقة. يمكن أن يربط التلفريك بين أبرز المناطق السياحية في عين دراهم والمناطق المجاورة، مما يعزز الحركة السياحية ويزيد من إقبال الزوار.
تمثل معتمدية عين دراهم نموذجًا مثاليًا لوجهة سياحية بيئية تجمع بين جمال الطبيعة والفرص الاستثمارية الواعدة. بفضل ما تزخر به من موارد طبيعية فريدة، يمكن تطوير المنطقة لتصبح مركزًا للسياحة البيئية والراحة والاستمتاع، مع التركيز على دعم الشباب وتعزيز الابتكار بمشاريع مثل التلفريك، ما يضمن استدامة التنمية السياحية وازدهار الاقتصاد المحلي.