في إطار استعداداته لتولّي الرئاسة في جانفي المقبل، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن قراره فرض رسوم جمركية على مجموعة من السلع القادمة من المكسيك وكندا والصين، وذلك في خطوة يهدف من خلالها إلى مواجهة تحدّيات كبيرة تتمثل في تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات إلى الولايات المتحدة.
وتأتي هذه التصريحات في منشورات منفصلة له عبر منصته الخاصة “تروث سوشيال”، وقد كشف عن عزم حكومته على اتخاذ هذه الإجراءات فور تولّيه منصبه في بداية العام المقبل، مشدّدا على أنه سيتّخذ خطوات حاسمة لمعالجة قضايا الهجرة والمخدرات التي تؤثّر في الأمن القومي الأمريكي.
وأعلن ترامب عن فرض رسوم بنسبة 25% على السلع التي يتم استيرادها من المكسيك وكندا، وهي خطوة وصفها بأنها ضرورية لدفع هاتين الدولتين إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في التصدي لمشكلة المخدرات التي يتم تهريبها عبر حدودهما، وعلى رأسها مادة الفنتانيل، التي أصبحت من أكبر التهديدات للأمن الداخلي الأمريكي.
وأكّد ترامب أنّ هذه الرسوم ستستمر حتى تقوم المكسيك وكندا “بحلّ المشكلة” بشكل كامل، من خلال اتخاذ تدابير أكثر فاعلية للحدّ من تدفق المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود الأمريكية، وهو ما يراه ضرورة ملحّة لحماية أمن الولايات المتحدة.
ووفقا لتصريحات ترامب، فإنّ حكومات المكسيك وكندا تمتلك القدرة على إنهاء هذه الأزمة “بسهولة” في حال تم اتخاذ قرارات حاسمة لمعالجة هذه القضايا.
وفي هذا السياق، قال ترامب إنّ دولته تطالب هاتين الدولتين باستخدام إمكانياتهما كافة للحدّ من الهجرة غير الشرعية ومنع تهريب المخدرات، مؤكّدا أنه لن يتردّد في مواصلة فرض هذه الرسوم طالما استمر الوضع كما هو عليه.
وأضاف أنّ فرض الرسوم على البضائع القادمة من المكسيك وكندا ليس مجرد خطوة اقتصادية، بل هو وسيلة للضغط عليهما لتفعيل حلول فعّالة للحدّ من تدفق المخدرات والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.
وعلى الجانب الآخر، وفي ما يتعلق بالصين، كشف ترامب عن خطط لفرض رسوم إضافية على كل السلع الصينية التي تدخل الأسواق الأمريكية، وقال إنه سيفرض رسوما إضافية بنسبة 10% على المنتجات الصينية، فوق أيّ رسوم جمركية أخرى.
وأوضح ترامب أنه سبق أن ناقش مع المسؤولين الصينيين هذه القضية، حيث إنهم وعدوا باتخاذ إجراءات حاسمة ضد مهرّبي المخدرات، من بينها فرض عقوبة الإعدام على التجار الذين يتم القبض عليهم، إلّا أنّ هذه الوعود لم تتحقّق على أرض الواقع.
ومن هنا، جاء قرار ترامب بفرض هذه الرسوم الإضافية على المنتجات الصينية، مشيرًا إلى أنّ هذه الخطوة ستستمر حتى توقف الصين تدفق المخدرات عبر شبكاتها، وخاصة الفنتانيل، الذي يعتبر أحد أكبر المهدّدات للأمن الصحي في الولايات المتحدة.
وفي ردّ فعل رسمي على تهديدات ترامب، أصدرت الصين بيانا عبر المتحدث الرسمي باسم سفارتها، ليو بنغ يو، والذي شدّد على أنّ “الحروب التجارية لا تجلب الخير لأي طرف”، مشيرًا إلى أنّ التصعيد التجاري بين الدول لا يعود بالنفع على أيّ من الأطراف المعنية.
وأكّد المتحدث الصيني أنّ الصين مستعدة للعمل مع الدول الأخرى كافة لتحقيق التعاون المتبادل في مواجهة التحديات العالمية، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح، يعزّز التنمية المستدامة ويجمع الدول معًا من أجل تحقيق الازدهار المشترك.
وأضاف ليو أنّ الصين تلتزم بالتعدّدية والتعاون الدولي، وهو ما يتعارض مع سياسات الحروب التجارية التي قد تؤدي إلى نتائج سلبية لجميع الأطراف.