احتدم التنافس بين روسيا والصين وتركيا وإيران على إرث فرنسا في أفريقيا، بعد أن خسرت باريس العديد من المواقع سواء في الساحل أو غيره.
ويثير هذا التنافس تساؤلات حول من سيفوز بهذا الإرث الذي يتراوح بين ما هو عسكري واقتصادي وسياسي.
وأعلنت الصين أخيرا تخصيص أكثر من 51 مليار دولار أمريكي لضخ استثمارات في أفريقيا في السنوات الثلاث المقبلة، في حين تواصل روسيا تغلغلها العسكري والثقافي، بينما تستمر تركيا في بيع الطائرات المسيرة إلى دول الساحل.
وإثر تشكيل حكومات مدعومة من جيوش انقلبت على أنظمة منتخبة ديمقراطيا في دول مثل النيجر وبوركينا فاسو ومالي، لجأت هذه الدول إلى إنهاء تحالفها مع فرنسا التي طردت قواتها وبعثاتها الدبلوماسية من تلك المناطق.
وعلق المحلل السياسي محمد الحاج عثمان على هذه التطورات بالقول إن "دول القارة بصدد تغيير تحالفاتها، وليس منح ثرواتها لأي جهة أخرى، وما يحدث هو أن هناك استثمارات يتم ضخها في دولنا وهي توفر وظائف للآلاف، وتتيح إمكانية استغلال ثرواتنا على أحسن وجه".
وأضاف الحاج عثمان، أن "هناك دولا غربية تصور ما يحدث على أنه اقتسام للنفوذ أو معركة حول دولنا (الأفريقية) وهذا غير صحيح في الواقع، نعم هناك مساع بالنسبة لعدة دول للفوز بصفقات، لكنها صفقات تتم على قاعدة رابح – رابح بالنسبة لدولنا التي لم تعد تقبل استغلالها من طرف قوى أجنبية".
ورأى أن "الدول الغربية التي هي في مأزق في أفريقيا تحاول تصوير الأمر على أنه صراع على النفوذ، حتى تتمكن من إرباك خطط وإستراتيجيات دولنا للتنمية ومكافحة الإرهاب".
وتأتي هذه التطورات في وقت يتم فيه تقييم مدى تقدم الشراكات الخارجية لدول الساحل وغيرها في التصدي للجماعات المسلحة، سواء تلك المتمردة أو الجهادية، في حين يستمر التخبط الاقتصادي لهذه الدول.