أثار إعلان حركة حماس، الثلاثاء، تعيين زعيمها في غزة يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية، تساؤلات بشأن دلالات الخطوة في هذا التوقيت، الذي يشهد تصعيدا بالمنطقة.
ووصف محللون ومراقبون، اختيار السنوار بأنه مفاجأة، متوقعين أن يلقي بظلاله على العديد من الملفات على رأسها صفقة الهدنة في قطاع غزة.
وكانت حماس قد أعلنت، السبت، إجراءها مشاورات واسعة لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي بعد اغتيال هنية، في حين كانت الترشيحات تدور في فلك عدد من قادتها على رأسهم: خالد مشعل الذي سبق أن شغل المنصب عقب اغتيال عبد العزيز الرنتيسي، وخليل الحية نائب رئيس الحركة في غزة، وموسى أبو مرزوق، وهو أحد كبار مسؤولي المكتب السياسي، وزاهر جبارين الذي يتولى منذ فترة طويلة إدارة الشؤون المالية للحركة، إضافة للقيادي محمد إسماعيل درويش.
ويوصف السنوار بأنه "رجل الأنفاق" في قطاع غزة، والذي يعيش داخلها منذ 10 أشهر حين اندلعت شرارة الحرب بين إسرائيل وحماس، كما بات على رأس الأهداف التي تسعى إسرائيل للوصول إليها منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
انعكاسات اختيار السنوار
اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب في تصريح اعلامي أن اختيار السنوار "رسالة موجهة لإسرائيل أولا وأخيرا".
وأوضح الرقب أن اختيار السنوار جاء مخالفا لكل التوقعات خلال الأيام الماضية وبعد شد وجذب بين قيادات حماس، مضيفا أن "هذا الاختيار مثّل صدمة للمتابعين ولإسرائيل؛ لأنه إن أراد نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) أن يتفاوض بعد ذلك فعليه أن يتفاوض مع رجل يقيم تحت الأرض".
وبشأن تأثير الاختيار على مفاوضات الهدنة، أضاف: "هذا رد على تعنت نتيناهو الذي اغتال إسماعيل هنية رغم المرونة التي قدمها بشكل كبير خلال المحادثات، إذ كان يطرح أفكارا جديدة ويسعى للوصول إلى اتفاق".
وأكد الرقب أن تعيين السنوار "سيعقد أي ملفات متعلقة بالتفاوض؛ إذ أن عملية الاتصال ذاتها معه أمر صعب، وحينما تحتاج لرسالة سيكون مطلوبا الانتظار لعدة أيام، ومن ثم بات الأمر صعبا على الوسطاء أنفسهم".
وشدد المحلل الفلسطيني على أن خطوة حماس تعتبر متغيرا جديدا في مسار الحرب "سيربك المشهد بأكمله؛ إذ ستسير الأمور بطريقة أصعب مما كانت عليه .