وصف المدون

عاجل الأن



 يجري تحرك عسكري روسي في شرق ووسط ليبيا، وفق تقارير فرنسية وإيطالية متطابقة، كشفت عن وصول سفن شحن ومعدات استعدادا لنشر "الفيلق الأفريقي" في البلاد ونقل مرتزقة فاغنر إلى دول أفريقية أخرى، وهي نفس المعدات التي جرى إرسالها إلى النيجر وبوركينافاسو.

وأفادت وكالة "نوفا" الإيطالية، الاثنين، بأن موسكو قامت بنقل المرتزقة الروس التابعين لمجموعة فاغنر السابقة من قاعدة براك الشاطئ جنوب ليبيا، إلى دول أفريقية أخرى، واستبدالها بجنود تستخدمهم وزارة الدفاع الروسية، تزامنا مع وصول الدفعة الأولى من القوات الروسية إلى نيامي عاصمة النيجر.

ونقلت الوكالة عن مصدر ليبي قوله إن طائرة شحن روسية هبطت قبل أيام في براك الشاطئ وعلى متنها عشرات الجنود الذين استولوا على القاعدة الليبية، التي أعيد تفعيلها قبل ثلاث سنوات من فاغنر، واستولت على المعدات العسكرية والأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي. ثم اتجهت الطائرة نفسها نحو قاعدة الجفرة وسط ليبيا، وهي الآن في انتظار المغادرة إلى النيجر أو مالي.

وأوضح المصدر أنه لم يتمكن من معرفة ما إذا كان قد تم الآن سحب جميع مرتزقة فاغنر، لكنها يجب أن تكون "الدفعة" الأخيرة المتبقية في ليبيا.

وفي غضون ذلك، أشرفت القوات الروسية المتمركزة في ميناء طبرق شرقي ليبيا، على وصول خمس شحنات عسكرية خلال الـ 45 يومًا الماضية، حسبما أفادت منصة "فواصل" الليبية الإعلامية نقلا عن مصادرها.

وفي 13 أبريل الماضي، أفادت صحيفة "ليبيا أوبزرفر" الليبية أيضًا بوصول سفينة روسية إلى ميناء طبرق محملة بالأسلحة والمعدات اللوجستية المتجهة إلى "الفيلق الأفريقي" الروسي.

وحافظت موسكو على وجود عسكري في شرق ليبيا من خلال مقاتلين من مجموعة "فاغنر" السابقة، المتعاقدة الآن مع وزارة الدفاع الروسية، والتي يقال إنها تتعاون مع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، بحسب "نوفا".

وأوضحت الوكالة أن الدور الذي لعبته في السابق مجموعة "فاغنر" سوف ينتقل إلى أيدي ما يسمى بـ"الفيلق العسكري الروسي في أفريقيا". ومن المتوقع أن يكتمل هيكل هذا "الفيلق الأفريقي" بحلول صيف عام 2024، وأن يعمل ليس فقط في ليبيا، ولكن أيضا في بوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.

تتقاطع هذه المعلومات مع تقرير نشرته صحيفة "لوبوان" الفرنسية مساء الأحد التي ذكرت أن سفينة شحن روسية، تحمل اسما مباشرا من رواية تجسس لإريك أمبلر (مؤلف بريطاني)، "ميكانيكي مكارين"، توقف خلال الأسبوع الماضي في سوسة بتونس، قبل أن تتوقف في شرق ليبيا.

وفي الثامن من أبريل الجاري، رست سفينتان هي "إيفان غرين" و"ألكسندر أوتراكوفسكي" في مدينة طبرق، قادمتين من قاعدة طرطوس البحرية الروسية في سوريا.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن هاتين السفينتين العسكريتين ظلا يكافحان كثيرا في البحر الأسود منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث جلبتا معدات لوجستية ومدفعية.

وفي 12 أبريل، قامت طائرات "إليوشن 2-76" بنقل قوات روسية طوال الليل إلى النيجر، الدولة المتاخمة لليبيا، مركز الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وقد لوحظت نفس الأجهزة في بوركينا فاسو، قبل وقت قصير من الانقلاب الذي قاده الجنرال إبراهيم تراوري.

وتعتقد المصادر الفرنسية أن كل هذه الحقائق المتناثرة، التي يفصل بينها أحيانا ألف كيلومتر، تثبت أن موسكو تكثف تواجدها في شرق ووسط ليبيا.

وفي يناير الماضي، كشفت تقارير روسية عزم موسكو تشكيل قوات عسكرية خاصة تعرف باسم "الفيلق الأفريقي"، بديلا لمرتزقة "فاغنر"، ولكن بشكل ومهام مختلفة، وربما أكثر تأثيرا على ليبيا وبقية الدول الأفريقية.

وأشارت إلى أن الفيلق سينشط في ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر، وسيتبع مباشرة الإدارة العسكرية، ويشرف عليه الجنرال يونس بك يفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.

والأسبوع الماضي، وصل مدربون عسكريون روس وأنظمة دفاع جوي إلى النيجر، في إطار تعزيز النفوذ العسكري الروسي في منطقة الساحل والصحراء.

وعرضت قناة "تيلي ساحل" النيجرية في وقت متأخر الخميس لقطات لطائرة شحن روسية بُعيد هبوطها في مطار نيامي ليل الأربعاء، مشيرة إلى وصول الدفعة الأحدث من التجهيزات العسكرية والمدربين العسكريين من وزارة الدفاع الروسية.

وذكرت أن روسيا ستساعد في "إقامة نظام دفاع جوي.. لضمان السيطرة الكاملة على مجالنا الجوي". ونقل التلفزيون عن أحد المدربين قوله "نحن هنا لتدريب جيش النيجر ومساعدته في استخدام التجهيزات التي وصلت للتو»، مردفا أنها تعود إلى "تخصصات عسكرية مختلفة".

وفي 26 مارس الماضي، ناقش رئيس النظام العسكري في النيجر، الجنرال عبدالرحمن تياني، هاتفيا، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "تعزيز" التعاون الأمني بينهما على وجه الخصوص.

وجاء في بيان صحفي رسمي للنيجر أن "رئيسي الدولتين"، "تبادلا الحديث بشأن الحاجة إلى تعزيز التعاون الأمني" بين روسيا والنيجر "لمواجهة التهديدات الحالية"، في حين أن هجمات المتطرفين تقوّض منطقة الساحل.

وتدار ليبيا اليوم من قبل تحالفين سياسيين وعسكريين متنافسين، الأولى حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة، المدعومة من تركيا على وجه الخصوص، والثانية حكومة الاستقرار الوطني برئاسة أسامة حماد، مقرها في بنغازي معينة من البرلمان وتحظى بدعم المشير حفتر المدعوم من روسيا.

ولكسر الجمود السياسي، أطلق المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، في 27 فبراير 2023، خطة لصياغة التعديلات الدستورية والقوانين الانتخابية اللازمة لإجراء انتخابات "حرة وشاملة وشفافة" بحلول العام الماضي. لكن هذه الخطة باءت بالفشل، وتجري الآن مشاورات سياسية صعبة لتنصيب حكومة تصريف أعمال جديدة وتنظيم انتخابات.

ويبدو أن الاحتمال الأخير يحظى بدعم الولايات المتحدة أيضاً، التي تشعر بقلق متزايد إزاء تزايد عدم الاستقرار على "الجناح الجنوبي" لحلف شمال الأطلسي.

وفي غضون نشرت السفارة الأميركية في ليبيا بيانا نفت تقارير غربية تتحدث عن تولي شركة "أمنتوم" تدريب الجماعات المسلحة داخل ليبيا بالاتفاق مع الدبيبة لإضفاء الطابع المهني على تلك الميليشيات لمواجهة النفوذ الروسي، ووصفتها بـ"الكاذبة"

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button

يمكنكم متابعتنا

يمكنكم متابعتنا