وصف المدون

عاجل الأن

 



عربي جريدة «فاينانشال تايمز» البريطانية إن الفصائل السياسية المتنافسة في ليبيا والمدعومة من التشكيلات المسلحة في شرق وغرب البلاد يجب أن تتحمل الآن مسؤولية الكارثة التي ضربت درنة ومدن الشرق جراء الفيضانات العارمة التي صاحبت العاصفة «دانيال».

كما لفتت الجريدة في افتتاحيتها المنشورة أمس الثلاثاء، إلى التدخل الأجنبي بالعام 2011، وحملت الدول التي شاركت به جزءا من مسؤولية الكارثة التي حلت في شرق البلاد، بسبب الدمار الذي تركته العمليات العسكرية في البنية التحتية، وما تلاه من إهمال المجتمع الدولي لعملية إعادة البناء في ليبيا.

وعلى الرغم من الفيضانات التي سببتها العاصفة «دانيال» لدى مرورها فوق تركيا واليونان وبلغاريا، وأودت بحياة درزينة من المواطنين، إلا أن الليبيين لم يكونوا مستعدين لحجم تلك الكارثة، التي سببت أمطارا شديدة الغزارة وفيضانات عارمة، وأسقطت سدين قديمين سمحا بتدفق ملايين الأطنان من المياه في مدينة درنة

الحصيلة الدقيقة لأعداد الوفيات جراء الفيضانات غير معروفة حتى الآن، لكنها بلغت زهاء أربعة آلاف وفاة. وقالت الجريدة البريطانية إن «الكارثة كانت ستمثل تحديا لأي دولة في العالم، لكن في ليبيا لا يوجد دولة فعالة، بل مجموعة من الفصائل السياسية المتنافسة المدعومة من المجموعات المسلحة، حيث يستشري الفساد، ما تسبب في انقسام البلاد على مدار العقد الماضي إلى شرق وغرب».

لفتت الجريدة البريطانية، إلى أن الضرر الأكبر سببه سقوط سدين متهالكين في مدينة درنة، مشيرة إلى تحذيرات أطلقها خبراء منذ سنوات عن الخطر الذي تمثله السدود إذا لم تخضع لعملية صيانة وترميم.

وكشف تقرير لهيئة حكومية يعود إلى العام 2021 أن السدود في درنة لم تخضع لعملية الصيانة المطلوبة على الرغم من أن السلطات هناك تسلمت مليوني دولار بالعام 2012 و2013 لهذا الغرض.

على صعيد آخر، تطرقت «فاينانشال تايمز» إلى تدخل القوى الغربية في ليبيا عسكريا بالعام 2011 للإطاحة بمعمر القذافي، وكان نتيجته أن ليبيا أصبحت مثالا على تحديات إعادة البناء وسط فوضى خلقتها الإطاحة بالنظام.

وقالت: «جرى تفريغ مؤسسات الدولة، وكان المجتمع المدني غائبا إلى حد كبير، ولم يكن لدى معظم الليبيين أي خبرة في العملية السياسية الديمقراطية.. ليبيا دولة محطمة منذ فترة طويلة».

ولم تعر القوى الغربية التي تدخلت عسكريا في ليبيا الانتباه الكافي لعملية إعادة الإعمار، واهتمت الولايات المتحدة بليبيا من منظور عمليات مكافحة الإرهاب. تغير هذا الوضع مع تدخل روسيا عبر مجموعة «فاغنر» العسكرية بالعام 2019 إلى جانب قائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر.

وقالت «فاينانشال تايمز»: «غالبا ما كان لفرنسا وإيطاليا، اللاعبان الأوروبيان الرئيسيان، أجندات متنافسة. وأيضا دعمت الجهات الفاعلة الإقليمية، مثل الإمارات ومصر وتركيا وقطر، الفصائل الليبية المتنافسة لتحقيق مصالحها الخاصة. وتعثرت الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات وإقامة إدارة وطنية موحدة».

كما حذرت دراسة منشورة نوفمبر الماضي من جامعة البيضاء من الانشقاقات في السدين، والتداعيات التي وصفتها بالكارثية في حال سقطا لأي سبب.


إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button

يمكنكم متابعتنا

يمكنكم متابعتنا