وصف المدون

عاجل الأن

 


لا تزال حدود العلاقات «الأميركية ـ الصينية»، في دائرة  الغموض الدبلوماسي، ولا تستطيع الدوائر السياسية الغربية وضع تصورا محددا لتلك العلاقة الملتبسة بالاتهامات المتبادلة.. وهذه الصورة دفعت وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كسينجر، للقول خلال زيارته المفاجئة للصين الشهر الماضي وهو في عامه المائة «يجب على الولايات المتحدة والصين القضاء على سوء التفاهم والتعايش السلمي وتجنب المواجهة».


وأضاف في بيان: «لقد أثبت التاريخ والممارسة باستمرار أنه لا يمكن للولايات المتحدة ولا الصين التعامل مع الآخر كخصم. إذا ذهب البلدان إلى الحرب، فلن يؤدي ذلك إلى أي نتائج ذات مغزى للشعبين».

وجاءت الزيارة المفاجئة للدبلوماسي المخضرم إلى بكين، مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين وسط مناقشات بشأن العقوبات بين البلدين.


لعبة الدبلوماسية المحفوفة بالاتهامات



وفي نفس السياق، يعتقد بول هير، الضابط السابق في المخابرات الأميركية عن شرق آسيا، أنه يجب على واشنطن أن تجذب بكين بأية طريقة من أجل التعايش السلمي بدلا من لعبة الدبلوماسية المحفوفة بالاتهامات.


وحسب مجلة «ناشيونال انتريست» الأميركية، تحاول واشنطن تنشيط التواصل الدبلوماسي مع بكين هذا الصيف. وهو ما اتفق عليه الرئيسان جو بايدن وشي جين بينغ في قمة بالي في إندونيسيا.


سافر أنتوني بلينكن إلى بكين في شهر يونيو/ حزيران، وتبعته وزيرة الخزانة جانيت يلين، والمبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري في شهر يوليو/ تموز، ومن المتوقع أن تزور وزيرة التجارة جينار يموندو الصين في وقت لاحق  الشهر الجاري،أغسطس / آب.. كما تمت دعوة وزير الخارجية الصيني وانغ لي لزيارة واشنطن.

ولكن شعارات التقارب الدبلوماسي لا تزال تدور في دوامة أزلية، حسب تقديرات ضابط المخابرات الأميركية السابق، بول هير:


فمن الجانب الأمريكي يبدو الغرض من التقارب هو «الحد من مخاطر سوء التقدير».

بينما يرى الجانب الصيني أن الهدف هو  «التعايش السلمي المربح للجانبين».



ويرى بول هير، أن سبب تعثر التفاوض والحوار العسكري بين واشنطن وبكين، يرجع إلى:


الخطاب الندّي المتماثل، فكلا الطرفين يباهي باليد العليا والتفوق.

كما أن لدى كلا الطرفين تصورات خاطئة عن الطرف الثاني. ويقيّم كل طرف استراتيجية الطرف الآخر بأنها تهديد لأمنه القومي. فأمريكا ترى ازدياد نفوذ الصين في بحر الصين الجنوبي تهديدا، بينما ترى الصين أن الولايات المتحدة تغذي تايوان بالسلاح وتشجعها على التمرد.

ويؤكد «بول هير»، أن التقارب ضروري جدا بين الطرفين للوصول للتعايش السلمي بدلا من تبادل الاتهامات والسخرية وتصوير كل طرف للآخر بأنه يتوسل التقارب.


وإذا لم يتحقق هذا التقارب فعلى الأرجح أن الأمور ستتجه نحو المزيد من التوتر والعداء.

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button

يمكنكم متابعتنا

يمكنكم متابعتنا