وصف المدون

عاجل الأن

الصفحة الرئيسية الباحثة ليلى العبيدي: "ابن بطوطة ترك وثائق أنثروبولوجية وإثنولوجية قيمة لفهم الحضارات الإنسانية"

الباحثة ليلى العبيدي: "ابن بطوطة ترك وثائق أنثروبولوجية وإثنولوجية قيمة لفهم الحضارات الإنسانية"




أكدت الأكاديمية والباحثة التونسية ليلى العبيدي أن الرحالة العربي ابن بطوطة قد ترك وثائق مهمة ذات قيمة أنثروبولوجية وإثنولوجية واجتماعية عظيمة "لأنها عرفتنا على ثقافات الشعوب التي زارها، وخصائصهم، مع كم هائل يلخص كل جوانب حياتهم".
جاء ذلك خلال جلسة فكرية حول الأثر الكبير الذي لا يزال يمثله كتاب الرحالة المغربي "تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، والمعروف برحلة ابن بطوطة، انتظمت في إطار الدورة الحادية والأربعين لمعرض الشارقة الدولي (2 - 13 نوفمبر 2022) وأثثتها الباحثة ليلى العبيدي، وهي أستاذة الأدب في جامعة الشارقة، رفقة الدكتورة "كلاوديا ماريا تريسو"، المستشرقة الإيطالية والباحثة في جامعة تورينو الإيطالية.
وقالت ليلى العبيدي، التي سبق لها أن فازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السادسة (2012) إن الإنسان كان ولا يزال شغوفاً بالسفر والترحال، لكنه كان يتكبد الكثير من العناء فيه قديماً، مضيفةً أن ابن بطوطة وإن كان قد خرج في رحلته من طنجة بغرض الحج، إلا أنه كثيراً ما سعد بخروج القوافل التي رافقها عن مسارها الأصلي طوال العقود الثلاثة التي استمرت فيها رحلته.
وقالت إن الرحالة عندما يتعرف على الشعوب الأخرى فإنه لا ينظر إليهم من منظورهم، بل من منظوره هو، "لأن هنالك جانب من الذاتية في تلك الموضوعية التي يزعم الرحالة أنه يتحلى بها، ولا نستطيع مهما قلنا أننا نتحلى بالموضوعية، أن نتحلى بها مائة بالمائة في أدب الرحلات، لأن الجانب الذاتي يطغى عليها".
من جانبها، أكدت الباحثة الإيطالية "كلاوديا ماريا تريسو" على أهمية رحلات ابن بطوطة قائلة: "إنها نصٌ أساسي لمعرفة جانب مهم من تاريخ القرون الوسطى في معظم أنحاء العالم المعروف آنذاك، على الرغم من كونها سرد لتجربة شخصية وليس كتاباً علمياً في التاريخ".
وتحدّثت عن الفارق الجوهري بين أدب الرحلات، الذي يوثق على غرار كتاب ابن بطوطة، لمشاهدات الحياة اليومية للناس العاديين، على عكس كتابات المؤرخين التي تركز فقط على الشؤون الرسمية، وأصحاب السلطة.
وكلاوديا تريسو، هي أول من نقل كتاب ابن بطوطة إلى اللغة الإيطالية عام 2006، الذي دوّن فيه أخبار رحلته في القرن الرابع عشر. ما حدا بها إلى التركيز على أهمية الترجمة في مطلع حديثها، مختارةً أن توجهه بلغة عربية رصينة، قائلةً: "رغم أننا نعيش في عصر العولمة، ما تزال معرفة الحضارات الأخرى سطحية ومقتصرة على عدد ضئيل من الأشخاص". مستشهدةً بالقرآن الكريم في قوله تعالى: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا".
واتفقت المتحدثتان على القيمة التاريخية والرمزية للتراث الثري الذي خلفته مدونات الرحالة ابن بطوطة، باعتبارها من أهم الوثائق التي تعرفنا على ثقافات الشعوب وخصائصهم في الحقب القديمة، وما تمثله من مادة بحثية غنية حتى يومنا الحالي، رغم التطور الكبير الذي شهدته وسائل النقل والاتصالات والنشر.
واعتبرت الباحثتان أن رحلة ابن بطوطة وكتابه "تحفة الأنظار" هو كنز من المعلومات التي تمثل الآن جزءاً من التراث غير المادي ليس العربي فقط بل العالمي، وقد تمت ترجمته إلى أكثر من 50 لغة حتى الآن، فالباحثون لا يزالون يستخدمون نصه ليعرفوا أكثر عن تاريخ الإسلام والعالم في القرون الوسطى من المغرب وشرق أوروبا حتى الصين والهند. وأكدتا على أن التفاصيل الدقيقة التي اعتنى بها في كتابته، والتي تطرقت لعامة الناس حتى النساء والأطفال الذين تجاهلهم المؤرخون بوصفهم من عامة الناس، كانت أول سجل مكتوب عن الكثير من المناطق في العالم.

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button

يمكنكم متابعتنا

يمكنكم متابعتنا