وصف المدون

عاجل الأن

 




 لاول مرة منذ عشر سنوات قدم الناشط السياسي شهادته التاريخية في ما يتعلق بالجناح السري للإتجاه الإسلامي بمناسبة تخطيطهم للإنقلاب يوم 8 نوفمبر 87 و ما عرف بالمجموعة الأمنية . وقال انه في شهر فيفري من سنة 1987 كان الصراع على أشده بين الإتجاه الإسلامي و السلطة و كنا نخسر الكثير من الساحة الطلابية لفائدة الخوانجية فقررنا (اليسار الطلابي) الدخول في إضراب جوع مساندة للشعب اللبناني الذي يتعرض للإضطهاد من قبل كتائب "إيلي حبيقة" و الإخوان و كان شعارنا "الكتائب و الإخوان أعداء الشعب في لبنان". 

و في الليل قام الأمن بمحاصرتنا في المدرج عدد1 (مدرج حسين مروة) بكلية الحقوق بتونس ثم إعتقالنا و إيقافنا للتحقيق في بوشوشة. بعد يومين تم تحويلنا إلى ثكنة بوشوشة و من ثم تجنيدنا في الصحراء التونسية. بعد رحلة دامت عشرة ساعات وصلنا إلى ڨرعة بوفليجة (تبعد 4كلم من قصر غيلان) وهي عبارة عن إصلاحية الجيش الوطني حيث نلنا نصيبنا من "الفلقة" على الأرجل ثم الجري على الحصى حافيين القدمين مع الضرب بالعصي (نفس المشهد في فيلم البرئ لعاطف الطيب)..

بعد بضعة أيام تم حقننا بمصل TAB لمدة خمسة أيام حتى يكون للجسم مناعة و كان طعامنا عبارة عن بعض الحساء فقط في الأثناء، تم تعزيز المشرفين على تدريبنا بالوكيل صالح العابد. و في اليوم السادس من الحقنة كان من المفروض أن نأكل طعاما دسما حتى نستعيد قوانا فطبخو لنا "مقرونة جارية" فجاء صالح العابد و أمرنا أن نضع الڨاميلات (les gamelles) على الأرض و كذلك أن نضع أيدينا خلفنا و نأكل مثل الكلاب في خمس دقائق

بعد يومين، إتصل صالح العابد بأحد الرفاق و أغراه بالمال عسى أن يسرد له الإختلافات النظرية بين المجموعات اليسارية (وطج، وطد، نقابيين ثوريين، مود..) فما كان من رفيقنا إلا أن بلغنا بالأمر أين رفعنا الأمر نفسه إلى الملازم المشرف علينا آنذاك وهو الملازم بن حامد رحمه الله و منذ ذلك اليوم لم نرى الوكيل صالح العابد لا في ڨرعة بوفليجة و لا في رجيم معتوڨ و لا في المطروحة أين تم إقتيادنا بعد شهرين من التدريب تحت إشراف الملازم السميري (جهاز سري أيضا). في شهر أوت 1987 هربت من رجيم معتوڨ و بقيت مختبئ إلى أن جاء إنقلاب 7 نوفمبر و تم الإعفاء عن الطلبة المجندين فقمت بالتسجيل بالجامعة حتى لا أخسر سنة دراسية و سلمت نفسي للقضاء العسكري لتسوية وضعيتي بعد العفو فتم التحقيق معي في رمادة ثم مثلت أمام المحكمة العسكرية بصفاقس أين تم الحكم ب16 يوم سجن مع تأجيل التنفيذ من أجل الفرار

في الأشهر الموالية، كشفت وزارة الداخلية عن المجموعة الأمنية التابعة للإتجاه الإسلامي و التي كانت تنوي الإنقلاب يوم 8 نوفمبر 1987 و نشرت صورهم و كان من بينهم الوكيل صالح العابد ثم سمعت أن المنصف بن سالم سيقوم بندوة بالمدرسة القومية للمهندسين بصفاقس للحديث عن المجموعة الأمنية فذهبت لأحضرها و من الأسماء التي ذكرها الوكيل صالح العابد. و منذ أربعة سنوات، أكد لي قيادي من النهضة أن الوكيل صالح العابد هو إبن الحركة و متواجد بالمغرب.

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button

يمكنكم متابعتنا

يمكنكم متابعتنا