كيف ل"ثورة"، قيل انها قامت من اجل الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، ان تمكن الإرهابيين من الإرتقاء إلى اعلى درجات الحكم ؟ الإجابة عن هذا السؤال هي التي تحدد طبيعة وخلفية ما سمي ب" الثورة"، التي إندلعت في البلاد يوم الرابع عشر من جانفي 2011. ففي الثاني من شهر اوت سنة 1986 تولت مجموعة من الإرهابيين التابعين لتنظيم إسلاموي تفجير ثلاثة نزل سياحية في مدينة سوسة والمنستير مما تسبب في سقوط ضحايا ابرياء من تونس وبعض البلدان الأجنبية. بعد خمس وعشرين سنة تبوا بعض المورطين في تلك التفجيرات الإرهابية مناصب عليا في الدولة وأصبحوا من رموز السلطة الحاكمة، كما حصد تنظيمهم، الذي اصبح حزبا سياسيا، احسن النتائج في ثلاث إنتخابات تشريعية وحكم البلاد، وحده او بتحالف مع ذيوله، عشرية كاملة من الزمن. هذه الحالة تطرح ثلاثة أسئلة محورية :
1- هل ان ما حدث في تونس " ثورة " فعلا من اجل الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية؟ إن كان الامر كذلك كيف للحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية ان تينع من مرجعية إرهابية؟
2- كيف رضي الشعب التونسي بأن يحكمه من تورط في الإرهاب وقتل ابناءه وابناء ضيوفه من الأجانب الأبرياء؟
3- بماذا نفسر ان البلدان الأجنبية التي ذهب مواطنوها ضحية العمليات الإرهابية في تونس، وخاصة فرنسا وألمانيا وبريطانيا ، هي اكثر البلدان دعما للتنظيمات الإرهابية وأشدها مطالبة بعودتها إلى الحكم ؟. وفي انتظار الإجابة عن هذه الأجوبة يبقى ما حدث في تونس لغزا لم يكشف بعد .
الكاتب مصطفى عطية