وصف المدون

عاجل الأن

  





 نظام الحكم في تونس جاءت به انتفاضة شعبية حقيقية، أما في العراق فنظام الحكم جاء به احتلال أجنبي تدميري وهذا فرقٌ كبيرٌ لا يجوز القفز عليه، غير أن المأزق العام الذي وصل إليه النظامان من حيث الفساد والتشرذم السياسي وتفاقم الكوارث الاجتماعية على كواهل الطبقات الشعبية الفقيرة خصوصا، متشابه في مجالات عديدة رغم الفارق الكبير في الأمكانات المادية بين العراق النفطي الذي يجني أكثر من مائة مليار دولار سنويا من النفط وتونس البلد الزراعي متواضع الإمكانات. أما المأثرة التي تسجل للأشقاء في تونس، سواء كانوا مع أو ضد مشروع الرئيس وتغيير الدستور، هي أنهم حافظوا على جوهرتهم الكفاحية في النشاط السلمي، ولم ينجروا الى مخططات العنف والانتحار والتدمير الذاتي حتى الآن، فمرحى لهم في كلا الموقفين؛ مع وضد!

أعتقد أن الدرس الذي يمكن أن يستخلصه المواطن العراقي يمكن أن يتلخص في الآتي: 

*إن الإصلاح والتغيير الحقيقي لا يمكن ان يتم إلا بإجراءات جذرية عميقة تستهدف ركائز النظام نفسها من قبل قوى استقلالية غير منتفعة منه ولا مصلحة لها في بقاء هذا النظام بهذه الركائز. في تونس قرر الرئيس المستقل عن أحزاب النظام إجراء تعديل جذري على الدستور وعرضه على الاستفتاء يعقبه تعديل لقانون الانتخابات، ورغم كل التحفظات الدستورية التي قيلت والرفض الصريح لتفاصيل هذا الحدث وللاتهامات القوية والمشروعة التي وجهتها المعارضة التونسية – خصوصا من أحزاب النظام - للرئيس بالنزعة الاستبدادية ومحاولة إقامة الحكم الفردي، يؤكد - هذا الحدث - مجددا حقيقة أن الإصلاح والتغيير الحقيقيين لا يمكن أن يبدآ إلا من استهداف الجذور والأسس. العراقيون أولى من غيرهم بأن يستوعبوا هذا الدرس/ الحدث ويستفيدوا منه بشرط تأكيد الثوابت التالية؛ 

1-عدم تسليم رقابهم لبرامج "إصلاح" مزيفة تقدمها أحزاب النظام الفاسدة.

2-عدم تسليم بلادهم وحياتهم لدكتاتور جديد يحل محل أحزاب الفساد.

3-ابتداع طريقهم الخاص للتغيير الحقيقي عبر الكفاح السلمي المستقل عن القوى الأجنبية وخاصة دولة الاحتلال الولايات المتحدة وبعثة الأمم المتحدة يونامي ودول الهيمنة الإقليمية وخاصة إيران وعن الجهات والمرجعيات الدينية وغير الدينية الداخلية، وبالاستفادة النقدية من دروس تشرين المغدورة، لمحاصرة نظام المحاصصة الطائفية والعرقية التابع للأجنبي حتى تغييره جذريا وإنهائه وإحلال نظام مواطني استقلالي مساواتي محله. 

*أما كيف يتم ابتداع ذلك الطريق الخاص على الأرض أو لا يتم فيتفسخ الوضع مزيدا من التفسخ، فهذا ما سيجيب عنه التاريخ الفعلي على أرض الواقع مستقبلا

الدكتور علاء اللامي


إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button

يمكنكم متابعتنا

يمكنكم متابعتنا