وصف المدون

عاجل الأن


حقّق المدرب الوطني جمال بلماضي عدة مكاسب في مباراة، الجمعة، أمام الكاميرون، لحساب ذهاب الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال قطر، وعلاوة على الفوز الذي من شأنه أن يعبد الطريق نحو تحقيق الطموح المنشود، فقد تمكن من فكّ عقدة جابوما التي كانت شهادة على الوجه المخيب في الكان، مثلما عرف زملاء بلايلي كيف ينهون شبح الأسود المروضة الذي دام عدة سنوات.

عرف الناخب الوطني كيف يعيد التشكيلة الوطنية إلى الواجهة، وهذا بعد الثورة التي أحدثها في التعداد، من خلال التخلي مؤقتا عن عدة أسماء كانت إلى وقت غير بعيد تصنف في خانة الركائز، وبالدرجة الأولى المهاجم بغداد بونجاح، مقابل توجيه عدة أسماء يرى أنها قادرة على منح الإضافة، فإنه تمكن من ضخّ دماء جديدة وفقا للمعطيات المتاحة والظروف المحيطة بالمباراة، وذلك بعد اللجوء إلى خطة جمعت بين تحصين الدفاع ولعب ورقة الهجمات المعاكسة التي شكلت خطرا على الدفاع الكاميروني بقيادة المهاجم سليماني، مع الاستثمار في الكرات الثابتة التي كللت بتسجيل الهدف الوحيد في المباراة، ما سمح بتحقيق فوز ثمين في ملعب جابوما، فوز خلف الكثير من الارتياح والمؤشرات الإيجابية من الناحية الفنية والمعنوية.

وعلاوة على إمكانية خوض مباراة العودة من موقع جيد وبحظوظ أفضل من المنافس، فإن فوز، الجمعة، سمح بتحقيق مهمة مزدوجة، بعدما اصطاد بلماضي عصفورين بحجر واحد، أولها تمثل في فكّ عقدة ملعب جابوما التي شهدت إخفاقا مدويا خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت منذ شهرين، حين خرج رفقاء محرز من الدور الأول، بعدما اكتفوا بنقطة يتيمة مقابل خسارتين صادمتين أمام غينيا الاستوائية وفيلة كوت ديفوار.

كما أن هذا الفوز أنهى مسارا طويلة من السيطرة التي فرضتها الأسود المروضة على محاربي الصحراء، سيرة تحوّلت إلى شبح حقيقي في المباريات الرسمية، بدليل أن المنتخب الوطني لم يسبق له الفوز أمام الكاميرون، وقد كانت آخر نتيجة ايجابية قد اقتصرت على التعادل في نهائيات “كان 2004” بتونس، وذلك بهدف في كل شبكة.

ويذهب الكثير من المتتبعين إلى القول بأن الفوز الذي عادت به العناصر الوطنية يحمل نكهة خاصة، ومن شأنه أن يفتح صفحة جديدة وايجابية بعد مرحلة من الشك التي خلفت موجة من النقد والضغط النفسي الذي خلفته نكسة “الكان”، وهو الأمر الذي يضع بلماضي ولاعبيه أمام اختبار آخر لا يقل أهمية هذا الثلاثاء بغية مواصلة البرهنة والحفاظ على هيبة ملعب تشاكر، من خلال الحرص على تحقيق فوز مقنع يسمح بحسم ورقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخ الكرة الجزائرية، ما يفتح المجال واسعا لمزيد من الأهداف والطموحات، خاصة بعد تجاوز فترة الفراغ الأخيرة، حيث يؤكد المتتبعون أن إياب فاصلة المونديال تقتضي الكثير من الجدية والرزانة، ما يفرض التعامل معها بواقعية فوق الميدان، ناهيك عن التحضير اللازم من الناحية النفسية بغية الاستثمار بشكل جيد لمخلفات الفوز المحقق أول أمس في ملعب جابوما، خصوصا وأن رهان الجميع هو بعث البسمة في نفوس الجماهير الجزائرية قبل 90 دقيقة عن حسم ورقة التواجد في مونديال قطر.

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button

يمكنكم متابعتنا

يمكنكم متابعتنا