شمس اليوم نيوز :
النظام هو الحكومة السياسية التي تدير شؤون الوطن وهي سلطة مؤقتة أما الوطن باق فهو التاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد وواقعا نحن في الوطن نقف جميعا فوق ثرى أجدادنا وبعد حين سنكون جزء من هذا الثرى
ان هذا الخلط المميت بين الوطن والنظام واعتبارهما شيئا واحدا في العقل العربي رغم اختلافهما جذريا شكل حالة الانفصام الفكري والازدواجية تلعن فيه الأوطان غضبة من السلطان (العلامة الجابري: تضرب الأوطان غضبة السلطان ).قد تلعن الحكومات الا أن الأوطان لا تلعن.
لقد ترتب على هذا الخلط انه أنتج سلوكا على الأرض تضرب فيه الأوطان مرتين
الضربة الأولى على يد من يرون النظام هو الوطن ويؤيدون النظام هؤلاء على استعداد لاسكات أي صوت يتطاول أو يعارض النظام وقد يصل الأمر الى اخفائه تماما وفقا لهذا المنظور الخاطئ الذي مهد لثقافة التمجيد وصناعة أنصاف الألهة وهنا لا مكان للحديث عن تداول السلطة والاستماع الى الرأي الأخر.
الضربة الثانية وهي الأشد قسوة : على يد من يعارضون النظام (بالاظافة الى الغاليبية الصامتة ) وهم من يرون النظام بسلبية قاتلة في كافة المواقع التي يتواجدون فيها وقد يصل الأمر الى عرقلة أي انجاز للنظام أو تدميره واستباحة المال العام على اعتبار أنها ملكية للنظام وليست ملكا للشعب.وهم يرون أن هذه السلبية نضال من أجل الوطن.وهو ما أحدث شللا في كافة القطاعات الاقتصادية والصحية والعلمية وتدنى مستوى الخدمات.
لقد أنتج هذا الخلط بين مفهومين مختلفين مواجهة عبثية بين طرفين باسم الوطن قائمة حتى اللحظة والوطن ينزف ويئن من كم الطعنات التي توجه له على يد ابنائه ولو نطقت الأرض للعنت كلاهما.
وقد يشكل هذا الخلط اجابة لتواضع مساهمة المجتمع العربي في التنمية البشرية بكافة النشاطات الانسانية المتعلقة بالتنمية سواء في الصناعة’ الزراعة ، الصحة’التعليم’والبحث العلمي والتكنولوجيا والاتصالات,حيث أن هذه المساهمة تأتي في ذيل القائمة مقارنة بالتجمعات البشرية الأخرى والأرقام هنا مخجلة ومهينة .
بقلم : عاشور أبو راشد